هدد العشرات من العمال والموظفين الناشطين على مستوى مصفاة سيدي رزين ببراقي في العاصمة، بالإحتجاج وشل المصفاة تنديدا بما وصفوه ب "ظلم" و"إستبداد" القائمين على الشركات الأجنبية المشرفة على مختلف المشاريع والهياكل التي تضمن إنتاج أحد أكبر خزانات الطاقة في البلاد، وهو ما إن تم فعلا سيؤدي لا محالة إلى تراجع الإنتاج الوطني من مادتي البنزين والغاز وبالتالي إرتفاع أسعار المادتين. أسرت مصادر من محيط المصفاة السابقة الذكر التابعة للمجمع الطاقوي "سوناطراك" ل "السلام"، تحضير عمال وموظفين ينشطون ضمن أطقم عمل شركات أجنبية تضمن إنتاج المصفاة وأخرى تشرف على إعادة هيكلتها على غرار شركة "تيكنيب" الفرنسية، والآسيوتين"جي.سي.سي" اليابانية، وكذا "تيغنام" الكورية الجنوبية، للإحتجاج تنديدا ب "الظلم" الذي يتعرضون له من طرف القائمين على الشركات السابقة الذكر الذين حرموهم من أجورهم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة، وأيضا من عدة منح إعتادوا الإستفادة منها طيلة السنوات الماضية، فضلا عن عدم إستفادة بعض هؤلاء العمال – تضيف مصادرنا – من مستحقاتهم المالية الخاصة بساعات العمل الإضافية. في السياق ذاته أكدت مصادرنا التي تحفظت الكشف عن أسمائها تهديد العمال بمختلف تخصصاتهم بالدخول في إضراب عن العمل، وبالتالي شل نشاط المصفاة إلى حين تدخل الإدارة العامة ل "سوناطراك" وكذا وزارة العمل لإنصافهم، تهديدات إن جسدت على أرض الواقع وهو أمر وارد جدا في ظل الغليان الذي تعيشه مصفاة سيدي رزين منذ أشهر، ستسفر لا محالة عن تراجع الإنتاج الوطني من البنزين والغاز بحكم أن المصفاة السابقة الذكر تعتبر من بين أهم وأكبر خزانات الطاقة في البلاد، واقع حال سيؤدي إلى إرتفاع حتمي لأسعار المادتين الطاقويتين الواسعتي الإستهلاك، وهو ما سيؤجج الوضع في أوساط الطبقة الإجتماعية التي يمكن القول أنها على فوهة بركان في ظل الضغط التي تعرضت له على خلفية تراجع القدرة الشرائية للمواطن، وإرتفاع أسعار عديد المواد واسعة الإستهلاك، فضلا عن تبعات ومخلفات سياسة التقشف التي تبنتها الحكومة كردة فعل تجاه الأزمة المالية التي يتخبط فيها الإقتصاد الوطني جراء تراجع أسعار النفط في السوق العالمية.