تتجه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى إقرار سنة بيضاء لطلبة الدكتوراه هذه السنة في مختلف التخصصات، عقب إلغاء قوائم ناجحين في عدد من الجامعات عبر الوطن بسبب التلاعبات التي شابتها من جهة، وعلى خلفية النتائج الكارثية التي كشفت عن ناجحين بمعدلات 20/3 و20/2 من جهة أخرى. كشفت مصادر من محيط الإدارة العامة لجامعة "سعد دحلب" في البليدة ل "السلام"، تحضير الوزارة الوصية لإيفاد لجان تحقيق مختصة في الأيام القليلة القادمة إلى كل الجامعات التي فتحت مسابقات دكتوراه عبر الوطن، على غرار جامعتي غردايةوتبسة وكذا البليدةوقسنطينة، للوقوف على حقيقة تلاعب عمداء بمعية مسؤولين فيها تكريسا منهم للتسيب والظلم والمحسوبية أيضا بقوائم الناجحين في مسابقات دكتوراه في مختلف التخصصات مثلما حدث في جامعة "قسنطينة 2" التي شهدت مؤخرا فضيحة من العيار الثقيل أبطالها مسؤولون في الأخيرة، أقدموا على إسقاط إسم طالبة متفوقة من ورقلة من قائمة الناجحين في مسابقة الدكتوراه والتي حلت ثالثة في ترتيب المتنافسين على 3 مناصب وفقا لما تم الإعلان عنه على الموقع الرسمي للجامعة بتاريخ ال 18 أكتوبر المنصرم، وتعويضها دون أي وجه حق بأخرى فاشلة هي بنت مدير مكتبة مركزية بإحدى جامعات الولاية، الطالبة المظلومة التي تحوز "السلام" على نسخة من شكواها، أكدت تلاعب مدير المعهد ونائبه بها عندما حاولا إقناعها بوقوع خطأ في إحتساب النقاط يجعل صاحبة المركز الرابع ثالثة بدلا منها، وأوهماها بمراسلة الوزارة الوصية لإضافة منصب رابع سيكون من نصيبها، كل هذا إفتراء وكذب - تضيف الضحية - التي لم يتم إنصافها لحد الساعة. هذا ولطخت أيضا سمعة جامعة "العربي التبسي" بتبسة، بفضيحة من العيار الثقيل على مستوى كلية العلوم والتكنولوجيا، التّي شهدت عملية تزوير في مسابقة الدكتوراه، في إختصاص مناجم، حيث تم منح منصب فيها لإبن رئيس قسم بجامعة عنابة، وهو نفسه مؤطر شهادة الدكتوراه لنائب رئيس جامعة تبسة المكلف بالبيداغوجيا، والذي أصبح هو الآخر مؤطرا لأحد الطلبة الناجحين في إختصاص غير إختصاصه، واقع حال جعل رئيس المجلس العلمي للكلية يرفض المصادقة على النتائج وأعلن إستقالته رسميا، رغم ذلك الإدارة أصرت على التزوير وقامت بالتوقيع بدل المعنيين ومنحت المنصب لمن تريد. كما ستحاول اللجان ذاتها تضيف مصادرنا التي تحفظت الكشف عن أسمائها، تشخيص أسباب النتائج الكارثية المسجلة في مسابقات الدكتوراه ببعض التخصصات على مستوى عدد من الجامعات، على غرار تلك المسجلة في تخصص تسيير محاسبي وتدقيق بجامعة غرداية، والتي أظهرت للأسف نجاح طلبة بمعدل 3 من 20 ، وآخرون حصلوا معدل 2 من عشرين ينتظرون في قوائم الإحتياط لتعويض غياب أحد الناجحين ليكونوا بعد سنتين دكاترة، وفقا لما كشفت عنه الوثيقة الرسمية للنتائج والتي نشرها عبد الحفيظ ميلاط، المنسق الوطني لأساتذة التعليم العالي، على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" منذ أيام قليلة وتناولتها "السلام" بالتفصيل. في السياق ذاته أفرزت نتائج مسابقة الدكتوراه بجامعة "علي لونيسي" في العفرون البليدة 2 للعلوم الإنسانية على وجه الخصوص نجاح مترشحين بمعدلات إقصائية تراوحت بين 20/2 20/4.5 في بعض التخصصات. وعلى ضوء ما سبق ذكره بات من الضروري تدخل الطاهر حجار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي شخصيا، لوضع حد لهذه المهازل والفضائح التي ضربت هذا القطاع الهام والحساس في الصميم، تكريسا لمسلسل الفساد الذي نخر كل القطاعات في البلاد. للعلم لم يتم إلى حين كتابة هذه الأسطر معالجة أي قضية أو القضايا المذكورة آنفا، على أمل أن يساهم قرار السنة البيضاء ونتائج تقارير لجان التحقيق في كشف المتسببين والضالعين في مثل هكذا جرائم في حق الجامعة والطلبة على حد سواء.