لم يكن تصور والي الجلفة أبو بكر الصديق بوستة والوفد المرافق له في ثاني زيارة له في أقل من سنة بأن جل المشاريع التي عاينها في أول زيارة له لكل من بلديات الدويس، ادريسية، عين الشهداء في إطار المتابعة الميدانية لوتيرة انجاز برامج التنمية الرامية أساسا إلى تحسين وترقية إطار معيشة السكان ضمن المسعى العام للتنمية المحلية المستدامة لازالت لم تكتمل وأخرى معطلة لأسباب غير موضوعية. مشروع ثانوية الدويس الذي طالما انتظره تلامذة البلدية لفك المعاناة عنهم اليومية الناجمة عن تنقلاتهم إلى ثانوية الإدريسية في ظروف اجتماعية ومناخية جد صعبة، وكذا مشروع المحكمة الابتدائية التي لازالت نسبة تقدم الأشغال بها لاتتعدى 50٪ على أكثر تقدير رغم تدخلات النائب العام لمجلس قضاء الجلفة خلال الزيارة الأولى وتوعده بمتابعة المقاول وهذا قصد تقريب الإدارة من المواطن، حيث ينتقل مواطنو هاته البلديات إلى محكمة عاصمة الولاية الجلفة لقضاء حاجياتهم، قاطعين أكثر من 220كلم ذهابا وإيابا في ظل أزمة النقل التي تشهدها مختلف بلديات الدائرة فضلا عن مشروع انجاز مستشفى 240 سرير الذي يشهد تعطلات وانطلاقة محتشمة رغم أن هذا المرفق الصحي جاء لتلبية احتياجات السكان التي ظلت ملحة إلى أجل غير مسمى مما جعلهم ينتقلون إلى مستشفيات الجلفة وحتى آفلو بولاية الأغواط، وتيارت.عملية التوقف الاضطراري للمسؤول الأول عن الولاية جعلته يستمع مطولا للحجج الواهية للمسؤولين المعنيين من منتخبين وإداريين وتقنيين يتفاجأون في النهاية بوابل من الكلام الحاد والشديد اللهجة وتعليمات صارمة لموعد لا يتعدى 06 أشهر قادمة وأن إجراءات تأديبية ومتابعات سوف تتخذ على الفور لتحديد المسؤوليات في التقصير والإهمال والتقاعس في المتابعة والإنجاز، ونفس اللهجة وغضب وجهه للمسؤوليين المعنيين لبلدية عين الشهداء عندما توقف عند جسرها المنهار منذ فيضانات ماي الماضي رغم حداثة انجازه، لكن غياب المتابعة في الإنجاز والصيانة المستمرة جعله ينهار بسرعة مما جعل الطريق الرابط بين هاته البلدية والطريق الوطني رقم 23 الرابط بين جنوب البلاد وغربها على مستوى منطقة بوشكيوة على امتداد 35 كلم مقطوعا في وجه حركة المرور، الشيء الذي جعلها في عزلة تامة، وفي هذا السياق أمر والي الولاية بالإسراع في انجاز دراسة تقنية والشروع في عملية الإنجاز قصد فك العزلة وفتح الطريق أمام حركة المرور. إذن هكذا كانت زيارة والي الجلفة إلى الجهة الغربية للولاية بالوقوف على مهازل التسيير والإنجاز والمتابعة لمجمل البرامج التنموية القطاعية منها أو تنمية البلديات من قبل المسؤولين المعنيين على المستويين المحلي والولائي غير مبالين بمعاناة المواطنين الذين لازالوا يعيشون تحت مؤشر الفقر والحرمان والتهميش بهاته المناطق الشاسعة.