دعا رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية علي شقيان في تصريح ل"السلام اليوم" إلى وجوب إعادة النظر في منظمة تكوين سائقي مركبات النقل الجماعي والسائقين عموما للتقليل من حوادث المرور التي تحصد يوميا المزيد من الضحايا، واصفا منظومة التكوين الحالية بالهاشة، محملا مدارس تعليم السياقة مسؤولية كبيرة في وقوع حوادث المرور، مشيرا إلى أن تحليل إحصائيات حوادث المرور في الجزائر أظهرت أن 65 بالمائة من حوادث المرور المسجلة خلال الأشهر الأخيرة تسبب فيها شباب تترواح أعمارهم بين 20 و39 سنة وهم متحصلون على رخصة السياقة أقل من 5 سنوات حتى 2 سنتين. وأضاف رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية، أن هناك ضعف في برامج التكوين مقارنة مع تطور في سلوكيات السائق في الوقت الحاضر نظرا لعدة عوامل أهمها تقليد أبطال المسلسلات أثناء قياداتهم السيارات، والقلق وغيرها، وأوضح شقيان أن منظومة التكوين الحالية للسائقين خاصة مركبات النقل الجماعي لا تتوافق مع تطور سلوكيات سائق اليوم الذي يتصف بعدة مميزات لا تتشابه مع مميزات سائق الأمس، مؤكدا أن الجمعية طالبت سابقا بإعادة النظر في التكوين حتى يكون ذو مستوى بيداغوجي وتقني وتطبيقي ونظري. وفي نفس الإطار، حمل رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية في مدارس تعليم السياقة مسؤولية كبيرة في وقوع حوادث المرور ورفع مستوى تكوين السواق، وقال "منظمة التكوين غير مجدية نظرا لهشاشتها"، مؤكدا أن التكوين الجيد سيساهم في التقليل من حوادث المرور بالجزائر. وحسب علي شقيان في حديثه أمس ل"السلام اليوم" فإن عددا كبيرا من مدارس تعليم السياقة تمنح رخصا لسائقين دون خضوعهم للامتحان أو رسوبهم في الامتحان مقابل مبلغ إضافي من المال، وهو ما يؤدي إلى ضعف التكوين وتورط هؤلاء السائقين في تسجيل حوادث مرور أليمة، وهو ما جعل الجمعية تطالب –حسب شقيان- بإدراج آلية رقابية مشتركة تعطي أكثر صرامة في امتحانات رخص السياقة وتشارك فيها عدة قطاعات منها قطاع النقل والأمن، وحث في ذات السياق المتحدث كذلك على ضرورة عصرنة وتحديث ورقمنة رخصة السياقة عن طريق الشبكة الوطنية. وحسب رئيس الجمعية الوطنية لطريق السلامة، فإن التكوين الجيد ينطلق بداية من تكوين المكونين الذين يشرفون على تكوين السائقين في إشارة منه إلى أن عددا من المكونين بمدارس تعليم السياقة يفتقدون لأساسيات التكوين ما يؤثر مباشرة على طالبي رخص السياقة، مشددا في ذات السياق على أهمية تكوين خاص لسواق الحافلات للنقل الجماعي ونقل البضائع عن طريق استحداث شهادة الكفاءة المهنية والتأهيل، موضحا في معرض حديثه للجريدة بأن سائقي المركبات هم المتسببون الأوائل في الحوادث التي تقع، ولهذا لابد من إيجاد نظام خاص بهم لتكوينهم بهدف التقليل من هذه الحوادث. وأشار ذات المتحدث إلى أن وزارة النقل استحدثت تدابير لتكوين سائقي مركبات النقل الجماعي، في حين هذه التدابير لم تجسد على أرض الواقع، مؤكدا على ضرورة إطلاق هذا البرنامج الذي يكون في المستوى ويساهم في التقليص من الحوادث. كما دعا المتحدث إلى ضرورة إبعاد تدخل العنصر البشري في تسجيل مخالفات السائقين من خلال عصرنة قانون المرور الجديد، مشددا على أهمية أن يكون قانون المرور الجديد ردعي ويحمل بين طياته عقوبات صارمة ضد المخالفين مما من شأنه –يضيف المتحدث- التقليل من حوادث المرور. وفيما يتعلق بحظيرة المركبات، أوضح رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المرورية بأنه تم مطالبة وزارة النقل بتجديد هذه الحظيرة ومنع الحافلات التي يزيد عمرها عن 30 سنة من السير خاصة حافلات النقل الجماعي والتي تسلم لها محاضر سليمة رغم فقدانها لمعايير السلامة المرورية والتي أصبحت تسمى بحافلات الموت الجماعي، وهذا حسب شقيان بالنسبة للحافلات القديمة، وتحدث في هذا الإطار عن تواطؤ من طرف مراكز المراقبة التقنية للسيارات الذين يسلمون شهادات ومحاضر لأصحاب المركبات القديمة خالية من العيوب، قائلا بأن هذه الشهادات مزورة ويجب وضع حد لمثل هذه الممارسات التي تساهم في تفاقم حوادث المرور. وبالنسبة للحافلات الجديدة، تحدث شقيان عن قطع الغيار المقلدة واستيراد حافلات تفتقد لمعايير السلامة المرورية بالرغم من أن المصانع الجزائرية تنتج حسبه حافلات ذات جودة عالية وتتوفر على كل مقاييس السلامة. وعن حالة الطرقات وعلاقتها بتسجيل حوادث مرور، أكد المتحدث أن حالتها الجيدة لها دور كبير في الوقاية من حوادث المرور، وفي نفس الإطار أشار المتحدث أن طرقاتنا لا تتوفر على معايير السلامة المرورية وتتسبب في حوادث مرور خاصة ببعض مناطق الجنوب والمناطق الداخلية، إلى جانب غياب الطرق الازدواجية، مضيفا بأن كل هذه المعطيات تساهم في رفع حصيلة الضحايا إلى جانب غياب الإنارة العمومية بعدد من الطرقات المظلمة. واستغل رئيس الجمعية الوطنية للسلامة المروية الفرصة لتوجيه نداء للولاة من أجل القضاء على النقاط السوداء بالطرقات التي تقع فيها حوادث المرور خاصة مع اقتراب موعد فصل الشتاء أين تزداد الحوادث نتيجة انتشار هذه النقاط. كما دعا نفس المتحدث إلى تعجيل التعامل برخصة السياقة بالتنقيط، مشيرا إلى أن التخلي عن سحب رخصة السياقة واللجوء إلى التنقيط يجعل السائق الذي تسحب منه النقاط يلجأ إلى تحيين معلوماته، داعيا في الختام إلى مزيد من التوعوية للراجلين الذين هم أيضا تسببوا في حوادث مرور مميتة، في ظل عدم وجود قوانين ردعية تعاقب المخالفين منهم والذين لا يحترمون قوانين المرور.