إستفزت النتائج الأولية للإنتخابات المحلية التّي صوّت فيها الجزائريون الخميس المنصرم لإختيار ممثليهم في المجالس البلدية والولائية، نسبة لا بأس بها من الشارع المحلي وفجرت فوضى عارمة بعشرات البلديات عبر الوطن تنديدا بالتزوير الذي أجمع مُحتجون على أنه "وُجّه" مرة أخرى لخدمة حزب جبهة التحرير الوطني. ففي ولاية باتنة وتحديدا ببلدية أولاد عمار، خلفت مواجهات دامية ليلة أمس بين مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني، ونظرائهم في جبهة المستقبل، إستعملت فيها أسلحة بيضاء من عصي وسكاكين 9 جرحى واحد منهم في حالة خطيرة جدا، وذلك عقب خروج أنصار حزب عبد العزيز بلعيد إلى الشارع في حركة إحتجاجية للتنديد بما وصفوه ب "التزوير" الذي وُجّه لخدمة الحزب العتيد بالبلدية السالفة الذكر وتمكينه من 13 مقعدا من أصل 13، علما أنّ إقدام بعض مناضلي جبهة المستقبل على حرق مقر البلدية وقسمة "الأفلان" كما يظهر في الصور بحوزتنا، كان الشرارة التي فجرت "حرب شوارع" بين الطرفين، إستدعت تدخل قوات مكافحة الشغب لإحتوائها، نفس الحال عاشته بلديتا الجزار وبريكة بذات الولاية صباح أمس، حيث تطورت إحتجاجات لمناضلي وأنصار "الأرندي" وكذا جبهة المستقبل تنديدا بالظلم الذي تعرضت له التشكيلتين السياسيتين خلال إستحقاق الخميس الماضي إلى مواجهات مع نظرائهم في "الأفلان" خلفت مصابين عدة. في السياق ذاته وإستمرارا لتداعيات ما سبق ذكره خرج مناضلو وأنصار جبهة المستقبل صباح أمس في وقفات احتجاجية في البلدية ذاتها مطالبين بفتح تحقيق في عملية الإقتراع وفرز الأصوات. وبعين أمناس في ولاية إليزي، نظم صباح أمس العشرات من منضالي مختلف التشكيلات السياسية وقفة إحتجاجية أمام مقر الدائرة، للتعبير عن رفضهم لنتائج الإنتخابات المحلية في المنطقة، والتي قال بعضهم أنها جاءت عكس إرادة الشارع المحلي، مؤكدين أنه تم التلاعب بها من خلال أصوات أفراد الجيش الوطني الشعبي التي غيّرت موازين القوى لصلاح حزب السلطة "الأفلان". وعلى نفس المنوال نسج المئات من مناضلي وأنصار تشكيلات سياسية مختلفة، بمدينة ورقلة وأقدموا صباح أمس على غلق مقر الولاية، كما يظهر في الصور بين أيدينا، إحتجاجا على نتائج إنتخابات المجلس الشعبي البلدي في المدينة، والتي قالوا في فيديوهات وتعليقات نشروها موقع التواصل الإجتماعي "فايسبوك" أن التزوير حسمها مسبقا لفائدة حزب جبهة التحرير الوطني الذي فاز بأغلبية المقاعد. هذا وعاشت العديد من بلديات وأحياء ولاية عنابة منذ ليلة أول أمس إلى غاية ظهر أمس السبت على وقع إحتجاجات ووقفات سلمية أمام مقرات بلديات نظمها مناضلو وأنصار أحزاب عدة على غرار "حمس" وتحالف "النهضة العدالة والبناء" وكذا حزب العمال، رفضا لما أسفرت عنه النتائج الأولية للإنتخابات المحلية، وأكدوا وفقا لما أظهرته تسجيلات فيديو تم إطلاقها على الفضاء الأزرق، أنها مزورة لصالح حزبي السلطة "الأفلان" و"الأرندي".