تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على ولايات غرب الوطن، منذ ليلة الأربعاء الفارط إلى غاية يوم أمس، في مقتل 05 أشخاص ينحدرون من ولايتي تيارت والبيض وإنقاذ آخرين من الغرق، كما أدى ارتفاع منسوب المياه بالطرقات والمحاور الوطنية إلى غلقها وشل الحركة تماما على مستواها، كما غمرت مياه الأمطار العشرات من السكنات التي خرج قاطنوها للاحتجاج في الشارع محملين "الأميار" المسؤولية مطالبين بالتعويض عن الخسائر التي ألحقتها بهم الأمطار الأخيرة، هذا وقد تنقل أول أمس المندوب الوطني للمخاطر الكبرى للوقوف على حجم الخسائر ومعاينة مدى التكفل بالمتضررين بالولايات الأكثر تضررا. وقد وعد المندوب الوطني للمخاطر خلال وقوفه على الأضرار بولايتي تيارت والبيض بتكليف من وزير الداخلية والجماعات المحلية المتضررين بتعويضهم عن الخسائر التي ألحقها بهم التهاطل الغزير للأمطار منذ ليلة الأربعاء إلى غاية صبيحة أمس، خاصة تلك الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه الوديان. ودعا عبد الكريم شلغوم، رئيس نادي المخاطر الكبرى، إلى ضرورة وضع سياسة وقائية لتسيير الوديان والمناطق المهددة بالفيضانات عبر التراب الوطني.
ساعة من الأمطار تؤدي إلى وفاة خمس أشخاص تهاطل الأمطار بغزارة لمدة ساعة من الزمن جعلت ولاية تيارت تغرق في المياه، وتحولت بعض الأحياء إلى مناطق منكوبة، كما أدى ارتفاع منسوب المياه إلى فيضانات الأدوية وغرق سيارة وهلاك 5 أشخاص من بينهم طفلة وغلق ثلاثة طرقات ولائية بسبب الأوحال. وقال بودبرة يحيى المكلف بالإعلام على مستوى المجموعة الإقليمية للدرك الوطني لتيارت أن المركبة التي غرقت على مستوى بلدية بوشقيف كان على متنها 5 أشخاص، كلهم متوفين، من بينهم طفل في الثالثة من العمر استغرق البحث عنه يومان، فيما تم العثور على باقي الضحايا الأربعة ليلة الأربعاء إلى الخميس والذين أعمارهم 51، 18 سنة، 14 سنة، 9 سنوات والضحية الخامسة من مواليد 2016 والتي ظلت مفقودة إلى غاية يوم أمس. هذا وعاش سكان عدة بلديات بالولاية تيارت على غرار فرندة حالة رعب كبيرة جراء الأمطار الطوفانية التي جرفت عدة سيارات وتسببت في انهيار أجزاء من المساكن، كما تضررت بلدية عين دزاريت بشكل كبير حيث غمرت مياه الأمطار حي 30 مسكنا واستدعى الأمر تدخل الحماية المدنية لامتصاص المياه.
فيضان وادي الشلف يثير هلعا بين سكان عين الدفلى سجلت مصالح الحماية المدنية لولاية عين الدفلى أكثر من 200 تدخل منذ ليلة الخميس إلى غاية يوم أمس لامتصاص مياه الأمطار التي غمرت عشرات المنازل الواقعة قريبا من مجرى وادي الشلف والذي ارتفع منسوب مياهه مما أدى إلى شل الحركة تماما على مستوى الطرقات بالولاية. وقال النقيب كمال حمدي المكلف بالإعلام على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية أن أغلب التدخلات كانت من أجل تصريف المياه من السكنات، مؤكدا أن العملية تواصلت إلى غاية يوم أمس. وحسب المكلف بالإعلام فإن أكثر البلديات تضررا من فيضان وادي الشلف العطاف والعبادية، حيث قضت أزيد من 50 عائلة ليلة أول أمس في العراء بسبب الأمطار التي غمرت منازلها. من جهتهم سكان بلديات العامرة وجليدة أكدوا أنهم عاشوا أياما مرعبة بفعل التهاطل الغزير للأمطار الذي كاد أن يتسبب في كارثة كبيرة، حيث تم عزل المواطنين لساعات داخل سكناتهم إلى أن تدخل أعوان الحماية المدنية. وببلدية بطحية تسببت الأمطار الطوفانية في خسائر مادية كبيرة وغلق جزئي للعديد من الطرقات خاصة بسيدي خالد، قرناشة وبوقايد.. وكذا الطريق الولائي رقم 15 الرابط بين بلعاص والماين على مستوى واد سيدي بوزيان. وببلدية عريب، تمكنت مصالح الحماية المدنية من إنقاذ عاملين من موت محقق كانا عالقين بمصب سد سيدي أمحمد بن طيبة، الأول يبلغ من العمر 47 سنة والثاني 49 سنة كانا على متن قارب يقومان بتنظيف السد من بقايا الأشجار قبل ان تجرفهما المياه إلى مصب السد والذي يرتفع عن مستوى الأرض بأكثر من 25 مترا. من جهتهم فلاحو الولاية أكدوا أن كميات الأمطار المتهاطلة منذ ليلة الأربعاء إلى الخميس جد مرتفعة لم تسجلها الولاية في مثل هذه الفترة منذ سنة 2014.
قطع الزفت تفضح سياسة "البريكولاج" بالبيض إلى جانب غلق الطرقات وفيضانات الوديان بولاية البيض والتي تسببت في إثارة هلع كبير في أوساط السكان، فقد امتلأت شوارع المدينة بقطع من الزفت طفت على سطح المياه الراكدة، ما أثار دهشة المواطنين، الذين أكدوا أن ما يحدث يترجم بوضوح تلاعب المسؤولين بمشاريع المواطنين وتقاعسهم عن آداء مهامهم، بل ويعكس سياسة الإهمال و"البريكولاج" الذي ينتهجها رؤساء البلديات، والذي يتطلب تدخلا عاجلا للمسؤول الأول على الولاية. هذا وأدت الفيضانات التي عرفتها الولاية إلى مصرع أربعة أشخاص، تم انقاذ منهم شخصين وكشفت الحماية المدنية أن أعمارهم تتراوح بين 24 سنة و27 سنة كانوا على متن سيارة في اتجاه ولاية الأغواط مرورا بولاية البيض. هذا وقد سجلت أضرار مادية معتبرة بولاية تيسمسيلت حيث أدى ارتفاع منسوب المياه إلى تضرر 500 مسكن بعدة بلديات وتدخلت مصالح الحماية المدنية في منطقة لرجم ل"إجلاء تلاميذ في الطور الثانوي على إثر تسرب المياه" إلى أقسامهم. كما سجلت أضرار مرتفعة بولايتي سيدي بلعباس والشلف جراء تسرب المياه إلى السكنات بمختلف البلديات.
الأمطار تثير موجة احتجاجات بالولايات الغربية للوطن فيضانات الوديان وتسرب المياه إلى المنازل بعدة ولايات غربية للوطن لاسيما بتيارت وعين الدفلى وتيسمسيلت، جعل السكان يخرجون عن صمتهم وينظمون وقفات احتجاجية صبيحة أمس متهمين "الأميار" والمسؤولين بالدوائر بعدم مراقبتهم أشغال الإنجاز و"البريكولاج" في الأشغال، طالبين المسؤولين في الدولة بمحاسبتهم وفتح تحقيق في أسباب الفيضانات. وبولاية تيارت خرج أول أمس العشرات من المواطنين القاطنين بمختلف الأحياء، حيث نظموا وقفة احتجاجية وسط المدينة عاصمة الولاية محملين المسؤولين مسؤولية الكارثة التي حدثت جراء التهاطل الغزير للأمطار.