تعيش العائلات القاطنة على مستوى العمارة رقم 18 الواقعة بحي «رابح رياح» ببلدية القصبة أجواء من الهلع والخوف من انهيار وشيك لبنايتها الهشة التي باتت عرضة لانهيارات متتالية لأجزاء مختلفة من نسيجها العمراني خلال الآونة الأخيرة, الأمر الذي دفع بالسكان إلى مناشدة السلطات المحلية بالتدخل العاجل من أجل انتشالها من الخطر المحدق بها نتيجة الانهيار المتوقع للبناية في أية لحظة, حيث عبرت العائلات المعنية عن قلقها من الوضعية المزرية التي تعيشها, خاصة مع حلول موسم تساقط الأمطار, أين يزداد الترقب والتخوف من حدوث كارثة إنسانية تهددهم في سلامتهم وأمنهم جراء تفاقم معاناتهم بسبب ظروف السكن غير اللائقة ونتيجة الانهيارات المفاجئة التي تعرفها شققهم. وفي ذات السياق, كشفت العائلات القاطنة بالعمارة السالفة الذكر أن حياتهم تحولت إلى جحيم حقيقي في ظل مسلسل المعاناة الذي يتكبدونه, معتبرة بأن العمارة أصبحت تشكل مصدر خطر يهدد سلامة أبنائهم, مرجعين السبب الكبير لتخوفاتهم إلى حجم الضرر الكبير والمتزايد الذي لحق ببنايتهم بالرغم من الترميمات المختلفة التي تم إدخالها عليها في مناسبات عديدة, حيث تعرف جدران عمارتهم تآكلات وتصدعات عميقة, فضلا عن الانهيارات المتكررة والمفاجئة التي تشهدها أسقف الشقق, كما تعرف السلالم هي الأخرى تشققات وانهيارات متتالية, حيث لا يتوقف حجم حدود الخطر المترتب عند قدم البناية على قاطنيها فحسب, بل يتعداه ليهدد حتى المارة من محيطها حسب توضيح السكان, الذين يقولون بأن شرفات البناية تشهد انهيارات جزئية مستمرة, ما جعل العائلات تستعجل أمر ترحيلها من قبل الجهات المعنية في أقرب الآجال تفاديا لوقوع كارثة إنسانية, حيث أعربت العائلات في هذا الصدد عن انزعاجها من تجاهل السلطات المحلية لمراسلاتها العديدة بشأن إعادة إسكانها في سكنات اجتماعية لائقة تحفظ كرامتهم وتنتشلهم من الخطر الذي بات يطبع يومياتهم, مجددين على ضرورة إدراجهم السريع ضمن برنامج رئيس الجمهورية الرامي إلى القضاء على البنايات الهشة. وللعلم, تعد بلدية القصبة إحدى بلديات العاصمة التي يشهد نسيجها العمراني تضررا كبيرا نتيجة البنايات القديمة والهشة المنتشرة بكثرة عبر ترابها, الأمر الذي يتطلب إعداد مخطط مستعجل للقضاء على المشكل من جذوره من خلال إعادة إسكان كل العائلات التي تعيش تحت خطر انهيار بناياتها في أية لحظة, فضلا عن النظر في إمكانية إدخال الترميمات اللازمة والضرورية على باقي البنايات الهشة.