نظمت حديقة التجارب بالحامة نهاية الأسبوع الفارط يوما تحسيسيا حول تنوع المناطق الرطبة وعلاقتها بالإنسان وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة, أين سطرت برنامجا ثريا ومتنوعا ضم معارض وورشات تكوينية حول مختلف الأصناف من النباتات والحيوانات الموجودة بالحديقة لفائدة أطفال المدارس, إضافة إلى نشاطات أخرى تمثلت في مسابقة في الرسم حول المناطق الرطبة, كما تخلل هذا اليوم معرض حول تحديات المحيط في العالم المعاصر وأساليب الحفاظ عليه. تعد المناطق الرطبة القلب النابض للتوازن البيئي ما جعل الجزائر تحاول الحفاظ على هذا التوزان من خلال مخطط استراتيجي تنتهجه مديرية محافظة الغابات التي أحصت ما يقارب 1451 منطقة رطبة, 762 منها طبيعية و698 اصطناعية تسعى الدولة للحفاظ عليها من خلال السياسة البيئية التي تعمل على التنمية المستدامة لهذه المناطق بمشاركة هيئات فاعلة في الميدان. مدرسة التربية البيئية لحديقة التجارب بالحامة تحتضن فعاليات اليوم التحسيسي لليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي يصادف الثاني من شهر فيفري وهو التاريخ المصادف لإمضاء اتفاقية «رامسال» التي تمت بإيران سنة 1971, أين كانت الجزائر طرف فعالا فيها منذ سنة 1982. وعن المناطق الرطبة في الجزائر, تقول كوثر مدوي, مسؤولة مدرسة التربية البيئية لحديقة الحامة: «أن الجزائر تملك بعض المناطق الرطبة وهي نوع من المناطق المحمية من الاستعمال المفرط, أين تستوجب هذه المناطق الحفاظ عليها بطريقة مستدامة», وتضيف: «إن المناطق الرطبة يمكن أن تكون طبيعية كحديقة «الرغاية», ومنها الاصطناعية كالحوض الكبير الموجود في الحديقة», وعن اليوم التحسيسي, تضيف أن النشاطات المنظمة من طرف الحديقة كانت بالتنسيق بين المدرسة وكل من مديرية الأنشطة الثقافية والرياضية والنشاط الاجتماعي لوزارة التعليم, إضافة إلى الديوان الوطني للتكوينات البيئية التابع لوزارة البيئة وتهيئة الإقليم, أين تم تنظيم ورشات للأطفال للتعرف على النباتات المائية الموجودة في الحديقة, وورشات للتعرف على النباتات والحيوانات التي تعيش في المناطق الرطبة, إضافة إلى تعلم كيفية انجاز حديقة مائية من أجل إبراز أهميتها في جلب التنوع البيولوجي, حيث تم الحرص على كيفية خلق وسط اصطناعي يحافظ من خلاله على النوع الحيواني والنباتي وذلك بإشراف مهندسين في المجال البيئي, أما الفترة المسائية من اليوم فكانت ترفيهية صنعها تفاعل الأطفال مع عرض المهرج والمسابقات المنظمة». تقييم ايجابي لتفاعل الأطفال مع النشاطات مسؤولة المدرسة قيمت تفاعل الأطفال بالإيجابي, قائلة: «اندمج الأطفال بطريقة مدهشة لدرجة أنك تجد أطفالا تتراوح أعمارهم ما بين 12 و14 سنة يعرفون كل أنواع الطيور الموجودة في الحديقة ويميزونها من خلال الشكل والصوت». وعن هذه التجربة, يقول مصطفى قادري, رئيس مكتب الأنشطة الثقافية والعلمية لوزارة التربية الوطنية أن فعاليات اليوم التحسيسي تندرج في إطار النشاطات الثانوية لوزارة التربية التي تحي بدورها الأيام الدولية والوطنية ومنها اليوم العالمي للمناطق الرطبة وهذا بتسطير برنامج بالتنسيق مع حديقة الحامة, أين تم استدعاء أكثر من 350 تلميذ من مديريات التربية للجزائر وسط, شرق وغرب,هذا وأضاف محدثنا أن التظاهرة ليست مقتصرة على الجزائر العاصمة, بل تشمل كل ولايات الوطن وذلك بالتنسيق مع مديريات التربية والهيئات الممثلة لوزارة البيئة كمديريات البيئة للولايات وكذلك مديريات الغابات والحركة الجمعوية الناشطة في هذا المجال. تلعب حديقة الحامة دورا بيئيا كبيرا كونها غنية بالنباتات والحيوانات التي تعمل جاهدة في الحفاظ عليها, خاصة أنه تم إحصاء 150 نوع نباتي وحيواني تنقرض نهائيا من العالم, وعن النباتات التي تضمها الحديقة تقول مسؤولة مدرسة التربية البيئية أن هناك الكثير من النباتات التي تتكيف مع المناطق الرطبة مثل «السيبيروز» و»النيفا», أين يتم إنتاجها في الحديقة وتنقل إلى مناطق أخرى, وعن سياسة التوعية البيئية تضيف كوثر مدوي انطلاقا من تجربة مدرسة التربية البيئية التابعة لحديقة التجارب أن التربية البيئية يجب أن تكون منذ الصغر, أين تسعى المدرسة لتغيير طرق التوعية من خلال استعمال طرق تثير الطفل مواكبة للعصرنة التي يعيش فيها في ظل التكنولوجيات الحديثة أين يتم جلب انتباه الطفل من خلال الألوان والنشاطات الديناميكية البعيدة عن الطرق التعليمية الكلاسيكية. مدرسة التربية البيئية تستحدث ورشة تربية النحل والأسماك هذا ويجدر الذكر أن مدرسة التربية البيئية تستقبل الأطفال الذين يقصدون حديقة التجارب بالحامة إما في زيارة عارضة أو بطريقة منتظمة للمشاركة في الورشات التحسيسية للبيئة والطبيعة بغية تطوير مفهوم التنمية المستدامة للطفل أين تحتوي المدرسة على عدة قاعات للملاحظة والتطبيق, قاعة النباتات مزودة بالمجاهر, قاعة حيوانات مجهزة بالأحواض التي تعيش فيها حيوانات مختلفة من زواحف, برمائيات وقوراض, إضافة إلى قاعة للأفلام الوثائقية, أما عن الورشات التحسيسية فهي تضم ورشة البستنة للأطفال ما بين ست و12 سنة, الرسم على الطبيعة والمخصص للأطفال ما بين ثمان و14 سنة, ورشة التعرف على العصافير, ورشة التعرف على الحيوانات, وورشة تحنيط الحيوانات مع استحداث ورشة تربية النحل والأسماك, أين يتم تقديم دروس تحسيسية سهلة وبسيطة في علم البيئة من خلال الاعتماد على قراءة الكتب, النشاطات والاستكشافات.