ينتظر أن تحتضن العاصمة المغربية الرباط يوم السبت المقبل اجتماعا لوزراء خارجية الدول الإتحاد المغاربي، وحسب منظميها فإن الهدف من هذا اللقاء هو إحياء عملية التكامل الاجتماعي الاقتصادي للإتحاد الذي شهد فتورا في العلاقات بين بلدانه لعدة سنوات. وحسب المعلومات المتوفرة عن هذا الاجتماع، فإن البلدان الخمسة المشكلة للإتحاد وهي تونس، المغرب، ليبيا وموريتانيا بالإضافة إلى الجزائر، ستبحث في 18 فيفري الجاري في العاصمة الرباط الإنجازات المتحققة والآفاق المستقبلية للاتحاد المغاربي، في إطار الحوار السياسي المغاربي عقب التغيرات التي عرفت بعض بلدانه لا سيما ليبيا وتونس وتغير أنظمة الحكم فيها، وتم برمجت لقاء وزراء الخارجية الخمسة بعد الزيارة المراطونية التي قام الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الأسبوع الماضي بجولة مغاربية بهدف إحياء الاتحاد المغاربي، شملت المغرب والجزائر وموريتانيا. وكان المرزوقي قد صرح عند وصوله للجزائر هذا الأسبوع بأنه حصل من قادة هذه الدول وكذلك ليبيا على عقد قمة مغاربية خلال هذه السنة «في تونس على الأرجح«، كما شدد على ضرورة إحياء هذه المؤسسة التي أنشئت في 1989 والتي شل دورها بسبب الخلاف المغربي الجزائري حول قضية الصحراء، وبقي الإتحاد منذ سنوات مجرد هيكل بدون روح. وينتظر أن يمهد اجتماع وزراء الخارجية للبلدان الخمسة للقمة المرتقبة بين قادة الإتحاد والتي من المحتمل أن تكون العاصمة تونس حاضنة لها، ويأتي هذا الاجتماع في ظروف استثنائية تعيشها المنطقة المغاربية منذ سقوط نظامي كل من الرئيس الليبي معمر القذافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي نتيجة لما عرف بالثورات العربية، إلى جانب ما شهدته المغرب من حراك شعبي أدى إلى انتخابات برلمانية أوصلت حزبا إسلاميا للسلطة، يضاف إلى هذا استعداد الجزائر لتنظيم انتخابات تشريعية هي الأولى من نوعها بعد صدور قوانين الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بوتفليقة منذ أفريل 2011، هذا في وقت لم تستقر الأوضاع في ليبيا بعد، حيث لا يزال المجلس الانتقالي هو أعلى سلطة في البلاد منذ سقوط القذافي. ويشار أيضا إلى أن القضية الجوهرية التي كانت دائما محل خلاف بين الجزائر والمغرب والمتعلقة بالصحراء الغربية، لم تحل بعد برغم محاولات الأممالمتحدة المستمرة منذ بدء المفاوضات بين البوليساريو والرباط في 1991.