يواجه قاطنو عدة بلديات ومداشر وقرى ولاية تلمسان الواقعة في الجهة الغربية من العاصمة الجزائرية والمحاذية للحدود المغربية، مشاكل نغصت حياتهم اليومية وزادت من معاناتهم بسبب النقائص التي تفتقر إليها المناطق من غياب تام للرقابة ونقص في الأسواق الجوارية، ما انجر عنه المضاربة بأسعار الخضر واللحوم، وكذا بسبب عدم ربطهم بقنوات الصرف الصحي والغاز الطبيعي اللذان بات مطلبين مهمين بالنسبة لهم، وكذا لانعدام وسائل النقل ببعض المداشر التي لايزال سكانها يعشون حياة بدائية، مستنكرين غياب السلطات المحلية وتجاهلها لمسألة ارتفاع سعر الحديد الذي بلغ سعره 6200 دينار للقنطار رغم أننا في عز الشتاء مع رفضها منح عقود الملكية لأهالي قرية البطيم رغم مرور 4 سنوات على مراسلاتهم، هي نقاط سوداء سلطت يومية «السلام» الضوء عليها. »بارونات« الحديد ترفع سعر الحديد إلى 6200 دينار للقنطار في عز الشتاء كشف عشرات المواطنين المستفيدين من إعانات البناء الريفي ببلديات كالقور والعريشة وسبدو، البويهي وكذا سيدي جيلالي وبني سنوس أنهم عجزا عن مباشرة عملية البناء بسبب ارتفاع سعر مادة الحديد وبالخصوص الصنف »12« الذي بلغ القنطار الواحد منه 6200 دينار بعدم ا كان لايتعدى 5400 دينار خلال الشهور الماضية. وأوضح نفس المتحدثين في حديثهم مع يومية «السلام» أن أسعار الحديد شهدت هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا بمختلف نقاط البيع،م ؤكدين في ذات الشأن أنهم يترقبون انخفاضه لاستئناف بناء منازلهم، ونفس الأمر بالنسبة لعدد من المقاولين خصوصا الصغار منهم، مشيرين في ذات الشأن إلى أن مختلف مواد البناء تشهد ارتفاعا محسوسا هي الأخرى، حيث وصل سعر القنطار الواحد من الإسمنت 1000 دج بالنسبة للمناطق النائية والمنعزلة هذا إضافة إلى ارتفاع سعر الحصى والرمل. أسعار اللحوم البيضاء تعرف ارتفاعا محسوسا وسعر البطاطا يتعدى 60 دج سجلت أسعار اللحوم البيضاء ارتفاعا قياسيا خلال الأيام الأخيرة مقارنة بالشهور الماضية، حيث تعدى سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج ال330 دينار بأغلب أسواق مدينة تلمسان، بعد ما كان ثمنه يتراوح ما بي «160 و180 دينار» للكيلوغرام الواحد خلال الشهور الماضية، في وقت عرف ثمن البيض هو الآخر زيادة محسوسة قفزت من»7 إلى 14 دينارا» بزيادة قدرت ب7 دنانير وهي التسعيرة التي أحدثت ضجة في أوساط المواطنين، خاصة منهم أصحاب الدخل المحدود الذين استغنوا عن الدجاج والبيض وكذا اللحوم الحمراء التي عرفت هي الأخرى ارتفاعا محسوسا. وفي ذات السياق حمل تجار التجزئة مسؤولية ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء والبيض بأسواق مدينة تلمسان في تصريحهم ليومية «السلام اليوم» إلى تجار الجملة الذين باتوا يبيعونه ب220 دينار جزائري للكيلوغرام الواحد في الوقت الذي لم يتعد سقف ال140 دينار خلال الشهور الماضية، في إشارة منهم إلى أن غياب الرقابة على هذه التجارة شجع هذه الفئة على المضاربة بالأسعار، مضيفين في قولهم «نحن مجبرون على الزيادة في الأسعار كخطوة حتمية لتفادي الخسائر سواء ما تعلق الأمر بأسعار البيض أو الدجاج». وبالمقابل أكّدت بعض المصادر المقربة من مؤسسات تربية الدواجن أن الارتفاع الحاصل في أسعار الدجاج والبيض يعود إلى التهاب أسعار أغذية الدواجن التي قفزت من «2000 و2800 دينار» للقنطار بمعدل 3500 دينار للقنطار الواحد، ويضاف إلى ذلك الارتفاع الخيالي لأسعار الأدوية التي تعتبر ضرورية لتربية الدواجن والتي يصل سعر البعض منها إلى أكثر من مليون سنتيم للعلبة الواحدة، وأمام استمرار هذا الوضع مع تبادل الاتهامات بين التجار، يبقى المواطن البسيط هو المتضرر الوحيد في هذا المشكل. وفي موضوع ذي صلة، عبر سكان مدينة تلمسان عن استيائهم بسبب ارتفاع سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا إلى 60 دينارا، هذه الأخيرة التي تعتبر مادة أساسية وذات استهلاك واسع بالنسبة لهم، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد منها من «30 إلى 60 دج» في ظرف 4 أيام، وهو مرشح للارتفاع أكثر خلال الأيام القليلة في ظل تراخي وتقاعس مصلحة المراقبة وقمع الغش عن أداء دورها في مكافحة المحتكرين والمضاربين في أسواق الجملة، ولا يستبعد العديد من تجار التجزئة في أسواق الخضر والفواكه الذين تحدثت معهم يومية «السلام اليوم» أن تصل أسعار البطاطا إلى 80 دج، السعر الذي بلغته الصيف الماضي، بحكم أن كل المؤشرات والمعطيات المسجلة على مستوى أسواق الجملة للخضر والفواكه في ولايات الغرب تشير إلى ذلك. ...وبلدية مغنية تشكو من انعدام سوق للخضر والفواكه كشف الأمين الولائي لاتحاد الفلاحين الأحرار الجزائريين بتلمسان، عبد الحميد بوحسون،ليومية «السلام» أن بلدية مغنية بولاية تلمسان تفتقر إلى سوق الجملة للخضر والفواكه منذ حوالي 30 سنة، رغم أن المنطقة تضم سهل سيق المشهور بإنتاج الزيتون منذ السبعينيات، وبإنتاج الخضر والفواكه والأشجار المثمرة التي تصدر خارج الولاية من طرف بعض الفلاحين. وطالب بوحسون ونيابة عن ممارسي هذا النشاط من مسؤولي بلدية مغنية والولاية بضرورة تخصيص سوق للخضر والفواكه بهذه المدينة التي يتواجد بها أكثر من 113 ألف نسمة ويتوافد عليها سكان البلديات المجاورة، مشيرا في ذات الشأن إلى أن سكان وسط مدينة مغنية يقومون بكراء مخازنهم لممارسي نشاط بيع الخضر والفواكه بالجملة،الأمر الذي أدى إلى عرقلة حركة السير وتشويه المنظر العام بسبب ازدحام المركبات والشاحنات المحملة بالخضر والفواكه وكذا النفايات والأوساخ التي يخلفها الباعة. وأفاد ذات المتحدث أن أغلبية سكان مدينة مغنية، خاصة المجاورين منهم للمحلات يلحون على ضرورة تحويل هذا النشاط إلى خارج المدينة، رغم الخدمة الكبيرة التي تقدمها لهم، وحجتهم في ذلك أن إنجاز سوق للخضر والفواكه سينظم هذا النشاط وسيخلص هذه المنطقة الحدودية من الازدحام علاوة عن كونه سيحافظ على نظافة المدينة من الأوساخ التي تخلفها هذه التجارة. قاطنو المناطق النائية يحملون السلطات المحلية مسؤولية تأخر ربطهم بالغاز الطبيعي سجل تقرير لجنة التجهيز والتهيئة العمرانية المعروض مؤخرا على المجلس الشعبي الولائي بتلمسان تأخرا في عملية تزويد بلديات عين غرابة وبني بحدل وبني سنوس وكذا لعزايل وعين تالوت بالغاز الطبيعي، حيث يتخذ من منطقة «عابد» مضربا في تأخر أشغال التجسيد. ودعا تقرير اللجنة الذي اطلعت عليه يومية «السلام» إلى إدراج تجزئات السكنات الريفية الواقعة بمقربة من الأنابيب الرئيسية للغاز الطبيعي ضمن خريطة الربط مع الإسراع في تعمير الغاز الطبيعي ورسم بطاقة تقنية لمسار الأنابيب قبل التثبيت لتفادي وقوع حوادث أثناء أشغال الحفر البعدية الخاصة بمختلف الشبكات. كما حذر التقرير المواطنين الذين يقومون بعمليات التوصيل العشوائية أيام العطل والأعياد لتفادي الرقابة، وطالبهم بإتباع إجراءات وتدابير وقائية لازمة تفاديا لأي خطر،والحفاظ على منظر الطرقات والأرصفة أثناء عملية الحفر،و لقد أشعرت اللجنة أعضاء المجلس بخطورة استعمال قارورات غاز البوتان، مشددا على ضرورة سحبها من الأسواق واستبدالها بقارورات جديدة وبمقاييس تقنية مضبوطة. كارثة «ايكولوجية» تهدد سكان دوار الشرقاوي بمغنية تعيش عشرات العائلات القاطنة بدوار «الشرقاوي العيد» على بعد كيلومترات من مقر بلدية مغنية وضعية جدّ صعبة في ظل انعدام وسائل العيش الكريم، على غرار العزلة التي يفرضها عدم صلاحية الطريق وانعدام المرافق الترفيهية والرياضية التي يمكنها استيعاب الشباب الذي يعيش تحت رحمة البطالة علاوة عن مشكل انعدام قنوات الصرف الصحي، حيث يلجأ السكان إلى الحفر الذاتية والمطامير لتصريف فضلاتهم. وفي هذا السياق، أوضح مسؤولو بلدية مغنية،أ ن مصالحهم لم تغفل انشغالات سكان «الشرقاوي العيد» وأحياء المرازقة والمخاليف وأولاد بحيري بالجرابعة، غير أن أولوية انجاز المشاريع الضخمة التي استفادت منها المنطقة جعل مشروع ربط الأحياء بقنوات الصرف الصحي يسير بوتيرة متباطئة، علما أن نسبة الأشغال به وصلت إلى 50 بالمائة بعد مرور سنة على مباشرته. وأكد ذات المسؤولين أن المشاريع التنموية لم تقص سكان الأحياء السالفة الذكر، غير أن الإجراءات الإدارية تستغرق وقتا طويلا، في إشارة منهم إلى التراكمات المتوارثة خلال العهدات السابقة شكلت عائقا في وجه التنمية في المنطقة،ك اشفين في ذات السياق عن برمجة بلدية مغنية لمشاريع تجديد قنوات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي وربط المساكن بالغاز الطبيعي بقريتي العقيد لطفي والعقيد عباس كمرحلة أولى يليها مرحلة تهيئة الطرقات. مديرية أملاك الدولة بتلمسان تتماطل في تسوية عقود ملكية سكان قرية «البطيم» أبدى العديد من سكان قرية البطيم التي تبعد عن بلدية مغنية بنحو 7 كلم، عن استيائهم بسبب التماطل الذي تنتهجه السلطات الوصية إزاء ملف تسوية عقود الملكية رغم مرور 4 سنوات على مراسلاتهم. وفي ذات السياق استفسر رئيس جمعية «شعبان حمدون» في رسالة وجهها للسلطات لكل من البلدية والدائرة، عن مصير ملفاتهم المودعة منذ أكثر من أربع سنوات، حيث أكدت لنا بعض المصادر من محيط البلدية، أن الملفات المودعة أرسلت إلى الوكالة العقارية ومصلحة مسح الأراضي للنظر في وضعية هذه الأراضي والجهات التابعة لها قصد العمل على تسويتها. الجدير بالذكر أن ظاهرة البنايات الفوضوية انتشرت بكل من حي الحمري وعمر، في ظل التزام السلطات المحلية الصمت وعدم اتخاذها لإجراءات ردعية للحد من انتشارها. انعدام النقل هاجس يؤرق قاطني قرى ومداشر بلدية «جبالة» تعرف قرى ومداشر بلدية جبالة دائرة ندرومة بتلمسان على غرار أولاد برحو وترنانة وزورانة والحرايق وعين الطين وعدة قرى أخرى انعداما تاما لوسائل النقل. وهو ما وقفنا عليه كجهة إعلامية لدى زيارتنا لهذه المناطق، فالمواطنون الذين لا يملكون سيارات خاصة أو دراجات نارية يعيشون يوميا مرارة مشكل النقل ويعتمدون في هذا الإطار على أصحاب سيارات التهريب المعروفين باسم الحلابة، ولدى استفسارنا لبعض الشباب عن كيفية تنقلهم إلى بعض المدن المجاورة كندرومة باعتبارها المدينة الأم، أكد لنا هؤلاء أنه من يخرج في ساعة مبكّرة من منزله صباحا يجد سيارات الخواص التي لا تبخل عليهم بنقلهم لعملهم بهذا الإشكال، أما من يخرج حوالي الساعة التاسعة فما فوق فما عليه إلا الانتظار إلى وقت غير معلوم، والنقطة الإيجابية الوحيدة في هذا المجال هو تخصيص حافلات لبعض المناطق لنقل التلاميذ فقط دون غيرهم، أما في الأيام التي تكون فيها الأحوال الجوية غير مستقرة كسقوط الأمطار والرياح فحدّث ولا حرج، فالتنقل يشل مئة بالمائة، وعليه يطالب المواطنون القاطنون بقرى بلدية جبالة من السلطات الوصية والمسؤولين النظر في مشكلهم العويص المتمثل في انعدام النقل الذي صار ينغص حياتهم اليومية، خاصة في الحالات الطارئة كالمرضى.