قدم الباحث في التراث الإسلامي الدكتور سنتياغو ماسياس من جامعة كاندير بلشبونة، محاضرة تحمل عنوان “علم الآثار وإعادة الإعتبار”، إذ أعطى لمحة عن التراث الاسلامي بالبرتغال، وركز في عرضه على العوامل التاريخية والسياسية التي صاحبت اكتشاف الشعب البرتغالي للحضارة الإسلامية، وأبرزَ مساهمة الجانب العلمي والبحوث الأثرية الإسلامية في العمل على ترسيخ فكرة قبول الشعب البرتغالي للحضارة الإسلامية، التي صنعت ماضي البرتغال، هذه الحضارة التي دخلت بفضل احتكاك التجار بثقافات شمال إفريقيا والتجار العرب. مضيفا، أن الهوية الإسلامية تطبع العديد من الهندسات المعمارية البرتغالية. كما أشار إلى فضل النظام الديمقراطي للدولة البرتغالية في تشجيع عمليات التنقيب عن الآثار الإسلامية. كما أبرز مختلف المعوقات التي حالت دون المحافظة على التراث الإسلامي على الأراضي البرتغالية، من بينها طمس الكنيسة للتقاسيم الأندلسية على المعالم الأثرية، وتحويل معظم المساجد إلى كنائس ومعابد يهودية، وتزييف هوية الآثار الإسلامية ونسبها للرومان، حيث أثبتت الأبحاث المعاصرة أنها أُسست على أنقاض بنايات ومعالم أثرية تعود بعض نقوشاتها إلى الثقافة القبائلية لشمال إفريقيا. كما عدّد بعض المصطلحات والكلمات المشتركة بين البربر والبرتغال، والتي أشار إلى أنها محدودة جدا وليست حتى مدرجة في المعجم البرتغالي. وفي هذا الصدد دعا الباحثين في علم اللسانيات إلى ضرورة الغوص أكثر في هذا المجال. وأشار الباحث خلال عرضه أن وزارة الثقافة البرتغالية لا تهتم بتمويل البحوث العلمية المنصّبة حول الآثار الإسلامية وحجته في ذلك أن سياسة تقشفه لمواجهة الأزمة الاقتصادية.