أكدت المستشارة الدبلوماسية لدى سفارة البرتغال بالجزائر، السيدة ليديا لباييس، ان مشاركة بلدها ضمن فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، ستكون محطة هامة في بعث علاقات ثنائية متينة على المستوى الثقافي، خاصة فيما يتعلق بحفظ التراث الإسلامي، لا سيما التاريخ المشترك بين البلدين. وخلال إشرافها أول أمس على افتتاح الأيام الثقافية للبرتغال بقصر الثقافة إمامة بتلمسان، دعت الممثلة الدبلوماسية البرتغالية إلى تقوية العمل الأكاديمي المشترك بين الجامعات الجزائرية والبرتغالية في مجال البحث والتنقيب في التراث من لنفض الغبار فترة تاريخية هامة تعكس العلاقة التي جمعت بين الثقافتين الإسلامية والبرتغالية، وأوضحت في معرض حديثها للصحافة أن هناك حقائق عديدة تؤكد مرور المسلمين البرتغال كالقاموس اللغوي البرتغالي الذي يحوي على أكثر من 600 كلمة تنحدر من اللغة العربية. وشاركت البرتغال بمعرض للصور حمل عنوان '' ميرتولا ، آخر ميناء في المتوسط '' وهو معرض ترجم معالم الحضارة الإسلامية وبالتحديد في مدينة ميرتولا الواقعة جنوب البرتغال والتي تعتبر النقطة البارزة في تاريخ العلاقات البرتغالية مع المسلمين عبر البحر الأبيض المتوسط، وهو المعرض الذي تتواصل فعالياته الى غاية منتصف شهر مارس القادم. وقدم الباحث في التراث الإسلامي الدكتور سنتياغو ماسياس من جامعة كاندير بلشبونة محاضرة تحمل عنوان ''علم الآثار وإعادة الاعتبار''، حيث أعطى لمحة عن التراث الإسلامي بالبرتغال وركز في عرضه على العوامل التاريخية والسياسية التي صاحبت اكتشاف الشعب البرتغالي للحضارة الإسلامية وأبرز مساهمة التطور العلمي والبحوث الأثرية الإسلامية في العمل على ترسيخ فكرة قبول الشعب البرتغالي للحضارة الإسلامية التي صنعت ماضي البرتغال هذه الحضارة التي دخلت بفضل احتكاك التجار بثقافات شمال إفريقيا والتجار العرب، وأكد أن الهوية الإسلامية تطغى على الهندسة المعمارية البرتغالية ولاسيما المناطق الجنوبية نظرا لتقاربها مع بلدان شمال إفريقيا. وانتقد المتحدث سياسة السلطات البرتغالية التي همشت البحث العلمي خاصة فيما يتعلق التنقيب عن الآثار الإسلامية موضحا بان نفقات التنقيب تتكفل بها البلديات إضافة الى تمويل الاتحاد الأوروبي وسيعرفان تقلصا بسبب الأزمة الاقتصادية. في سياق أخر، أبرز المتحدث مختلف المعوقات التي حالت دون المحافظة على التراث الإسلامي على الأراضي البرتغالية من بينها طمس الكنيسة للبصمات الأندلسية على المعالم الأثرية وكذا تحويل معظم المساجد إلى كنائس ومعابد يهودية إتزييف هوية الأثار الإسلامية ونسبها إلى الرومان، حيث أثبتت الأبحاث المعاصرة على أنها أسست فوق أنقاض بنايات ومعالم أثرية تعود بعض نقوشها إلى الثقافة الشمال، وبقية، وكما عدد بعض المصطلحات والكلمات المشتركة بين افريقيا والبرتغال والتي أشار أنها محدودة جدا وليست حتى مدرجة في المعجم البرتغالي-.