أعطيت أمس إشارة الانطلاق الرسمي لإنجاز مشروع جامع الجزائر بعد أن تم التوقيع على عقد إنجاز وتسليم الأمر بالخدمة للشركة الصينية العمومية لهندسة البناء »شاينا ستايت كونستراكشن«، التي فازت بالصفقة على أن يسلم شهر أوت 2015، علما أن المشروع سيخلق 17 ألف منصب شغل منها 10 آلاف مخصصة للجزائريين. وسيستغرق هذا المشروع الحضاري الكائن ببلدية المحمدية 42 شهرا بتكلفة إجمالية مقدرة بمليار أورو وينتظر أن يسلم في أوت من سنة 2015. وقد قام بالتوقيع على عقد الإنجاز المدير العام للوكالة الوطنية لإنجاز جامع الجزائر عليوي محمد لخضر والرئيس المدير العام للمجمع الصيني في الجزائر شان فانجيان، بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله ومحمد علي بوغازي مستشار برئاسة الجمهورية. وتحتوي الوثيقة الممضاة 20 مجلدا و12 ألف صفحة تضم 15 ألف مخططا يشتمل على مختلف الجوانب الهندسية والهيكلية والجمالية للمشروع. ومن شأن هذا المعلم أن يستحدث 17 ألف منصب شغل من بينها 10 آلاف منصب لفائدة الجزائريين حسب أصحاب الشركة المنفذة للمشروع. ويضم المشروع 12 بناية منفصلة تتربع على موقع يمتد على حوالي 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تفوق 400 ألف متر مربع. وسيتوفر هذا الصرح الحضاري - الذي سيشيد وفقا لنظام مضاد للزلازل- على قاعة للصلاة تقدر مساحتها بهكتارين وتتسع ل120 ألف مصل، استمد تصميمها من أشكال قاعات الصلاة المغاربية المرفوعة على أعمدة مع استعمال أحدث التقنيات. وعلاوة على قاعة الصلاة يحتوي الجامع أيضا على دار للقرآن مخصصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج ومركز ثقافي إسلامي. أما المكتبة التي تضم نحو 2000 مقعد فقد صممت لاستيعاب مليون كتاب وتعد قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق قلب هذه المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزين والتجهيزات المكتبية المصنوعة خصيصا لعرض الكتب والوسائل السمعية البصرية. وترتفع منارة الجامع على علو يقدر ب300 متر وهي نتاج توازن في التناسب بين الأبعاد مع احترام مقاييس المنارات التقليدية المغاربية، وقد روعي في تصميمها الإستعمال الرمزي للرقم 5 نسبة لأركان الإسلام الخمسة. ولتسهيل راحة المصلين والزائرين والطلبة فقد زود الجامع بحظيرة للسيارات تتسع ل 6000 مكان مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي والجزء الغربي من حديقة هذا المعلم.