أعلن وزير الشؤون الدينية و الأوقاف، غلام الله أبو عبد الله، اليوم الأربعاء 19 أكتوبر، عن فوز المجمع العمومي الصيني “CSCEC” بمشروع بناء الجامع الجزائر الكبير، بقيمة مالية إجمالية قدرها 109 مليار دينار، أي ما يعادل 1.03 مليار أورو، و لفترة إنجاز حددت ب48 شهرا. و جاء هذا المبلغ أقل ب9 ملايير من العرض الذي قدمه المجمع الصيني. و كان المجمع العمومي الصيني ينافس مجمعين آخرين في تجسيد هذا المشروع الضخم. و كان المجمع الجزائري-الاسباني المشكل من كوسيدار (مجمع عمومي جزائري)، ETRHB (مجمع خاص جزائري) و FCC (مجمع إسباني) قدم عرض لتجسيد مشروع جامع الجزائر الكبير في أجال حدده ب44 شهرا و بغلاف مالي قيمته 130 مليار دينار (1.3 مليار أورو). و من جهته، قدم المجمع الإيطالي-اللبناني المشكل من استالدي (ايطاليا) و ACC(لبنان) عرض بقيمة 218 مليار دينار (2.18 مليار أورو) لانجاز المشروع في مدة 42 شهر. و ستتميز هذه التحفة المعمارية التي ستكون جاهزة في مدة تتراوح —حسب التقديرات— ب 48 شهرا بعد إنطلاق الأشغال بإبراز البصمة العربية الإسلامية وبطابعها الفني المنسجم مع مدينة الجزائر. ويتربع مشروع جامع الجزائر الذي إنطلقت أشغال تهيئة ارضيته سنة 2008 على موقع يمتد على 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تعادل 400 ألف متر مربع و يضم 12 بناية منفصلة. و سيتوفر هذا الصرح الحضاري —الذي سيشيد وفقا لنظام مضاد للزلازل— على قاعة للصلاة تقدر مساحتها بهكتارين وتتسع ل120 ألف مصلي استمد تصميمها من أشكال قاعات الصلاة المغربية المرفوعة على أعمدة مع استعمال أحدث التقنيات. وحسب المجسم المعروض فقد توجت قاعة الصلاة —المزينة بالرخام والحجر الطبيعي— بقبة عظيمة ذات جدارين يحتويان على فتحات تسمح بمرور الضوء الطبيعي الى القاعة كما تضيئ بأنوارها ليلا. وعلاوة على قاعة الصلاة يحتوي الجامع أيضا على دار للقرآن مخصصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج ومركز ثقافي اسلامي. أما المكتبة التي تضم نحو 2000 مقعد فقد صممت لاستيعاب مليون كتاب وتعد قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق قلب هذه المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزين و التجهيزات المكتبية المصنوعة خصيصا لعرض الكتب و الوسائل السمعية البصرية. أما منارة الجامع التي ترتفع على علو يقدر ب300 متر فهي نتاج توازن في التناسب بين الأبعاد مع احترام مقاييس المنارات التقليدية المغربية وقد روعي في تصميمها الإستعمال الرمزي للرقم 5 نسبة لأركان الاسلإم الخمسة. و تتوفر منارة الجامع —التي تضم متحفا للتاريخ و مراكز بحث في الميادين التاريخية و العلمية— على مصعدين يمكنان الزوار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة و ضواحيها على مدار 360 درجة. ولتسهيل راحة المصلين والزائرين و الطلبة فقد زود الجامع بحظيرة للسيارات تتسع ل6000 مكان مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي و الجزء الغربي من حديقة هذا المعلم.