لمّح الحاج محمد روراوة رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بإمكانية ترشحه لعهدة ثالثة خلال الانتخابات المزمع إجراؤها نهاية العام الجاري أو مطلع العام القادم 2013، وفق ما تنص عليه لوائح اللجنة الأولمبية الدولية. ”الكرة الجزائرية مرت بحقبة سوداء بعد رحيله” الحقيقة أن استمرار روراوة رئيسا للاتحاد ليس رغبة منه فحسب، بل مطلب ملح رسمي وشعبي، فهو يتمتع بدعم كبير من قبل شتى الفعاليات الداعمة لكرة القدم الجزائرية؛ الحكومة والجمهور ورؤساء الأندية والإعلام، الذين طالبوه بالعودة إلى عام 2009 ليحل محل عبد الحميد حداج، بعدما رأت فيه المنقذ الذي بإمكانه إعادة الكرة الجزائرية إلى السكة الصحيحة، وهي ذات الجهات التي عارضت قرار وزير الرياضة السابق يحيى ڤيدوم، القاضي بتحديد عدد العهدات باثنين فقط، ورأت فيه قرارا يهدف إلى قطع الطريق أمام روراوة الذي حقق بعدها نجاحات لصالح الهيئات الدولية التي يشتغل بها، وطالبت خلفه جيار بتعديل اللوائح للسماح له بالترشح قبل غرق سفينة الكرة الجزائرية والاستفادة من كفاءته وخبرته في مجال التسيير، وهو ما حصل، بل واعتبرت السنوات الثلاث التي غاب فيها روراوة، خسارة فادحة للجزائر، التي تعرضت كرتها لانتكاسات لاتزال في الذاكرة. ”إنجازاته قد تساعده على البقاء في الفاف” ومنذ انتخابه رئيسا للاتحاد في فيفري عام 2009 حقق روراوة إنجازات هامة للكرة الجزائرية لا يمكن إلا لجاحد أن ينكرها.وأدى روراوة دورا محوريا في تأهيل الخضر إلى نهائيات كأس العالم 2010 بعد ربع قرن من الغياب، من خلال توفير كل الظروف البشرية والمادية للمنتخب لجعله يجري مبارياته في أفضل الأحوال، خاصة قضية المنح والعلاوات المخصصة للاعبين، والتي ظلت قنبلة موقوتة لسنوات، وكانت له الشجاعة لإطلاق نظام الاحتراف في الدوري المحلي في موسم 2010-2011، راميا الكرة إلى مرمى الأندية للتخلي عن عهد الهواية من خلال منحها مساعدات مالية لا تحلم بها، كما لعب دورا مهما في تمرير قانون الباهاماس في ماي 2009؛ من خلال إقناع عدد كبير من الاتحادات الوطنية خاصة الإفريقية، بالتصويت له في عمومية الاتحاد الدولي، وهو قانون استفاد منه كثيراً المنتخب الجزائري الذي دعّم صفوفه بلاعبين مميزين، كانوا على وشك الضياع على غرار حسان يبدة ومراد مغني ومدحي لحسن وآخرين. واتخذ قرارا شجاعا لم يقدر أسلافه على اتخاذه رغم إدراكهم صحته، ويتعلق بتقليص عدد اللاعبين الأجانب في البطولة بعدما أصبحت البطولة بمثابة حقل تجارب لكل لاعب يحمل جنسية غير جزائرية، وأعاد الاهتمام للمنتخبات السنية، إنجازات أخرى لا يمكن أن تندثر بمجرد أن أُقصي المحاربون من المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2012 أو إقصاء المنتخب الأولمبي من أولمبياد لندن 2012. ”غياب منافس حقيقي يجعل عرشه في أمان” غير أن هناك عاملا آخر يساعد روراوة على الاستمرار في التربع على عرش الكرة الجزائرية لعهدة أخرى، ويرتبط بغياب المنافس الحقيقي القادر على زعزعته من عرشه، المنافس الذي يحظى بالتأييد الرسمي والشعبي والإعلامي، والمنافس الذي تتوفر فيه الصفات الضرورية للقيادة والكاريزما على الأقل في الوقت الحالي، خاصة أن إدارة تركة روراوة والحفاظ عليها والعمل على تطويرها ومتابعتها أمر صعب للغاية، ولو أن البعض يحاول الترويج للمشروع الذي ينوي تجسيده الدولي السابق رابح لخلافته روراوة على رأس “الفاف”، لكن افتقار الأسطورة الجزائرية للخبرة اللازمة في التسيير يعزز من فرص استمرار روراوة على رأس أعلى هيئة كروية في البلاد.