محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري إلى إمكانية ترشحه لعهدة ثالثة خلال الانتخابات المزمع إجرائها نهاية العام الجاري أو مطلع العام القادم 2013 وفق ما تنص عليه لوائح اللجنة الاولمبية الدولية . هذا ما توصل إليه الإعلام المحلي من خلال تحاشيه الحديث عن المغادرة خلال انعقاد الجمعية العمومية للفاف الأسبوع المنصرم لعرض الحصيلة الأدبية و المادية و تحديد التأهل إلى مونديال البرازيل ضمن أولوياته ، في وقت كان الكثير من المتابعين يرجحون فكرة المغادرة لأسباب اعتبرت موضوعية تتعلق أساسا بخلافه مع وزير الرياضة هاشمي جيار حول بعض المسائل منها إسناد المنتخبات الوطنية لمدربين أجانب ، و بحرصه على التفرغ للوظائف الأخرى التي يشغلها كرئيس لاتحاد شمال إفريقيا و عضو تنفيذية الاتحاد الإفريقي و عضو تنفيذية الاتحاد الدولي و نائب رئيس الاتحاد العربي ، و هي وظائف تتطلب وقتاً و جهدا أكبر قد لا يقدر عليها رجلاً اقترب من عقده السابع ، و هو ذات الموضوع الذي تلقى بشأنه روراوة إنتقادات مرات كثيرة حول تسييره للفاف بالهاتف بسبب سفرياته المتعددة إلى عواصم عربية و دولية تفرضها عليه تلك المهام ، بل أن البعض ربط بين إمكانية تخليه عن منصبه كرئيس للفاف من أجل بلوغ طموحاته الشخصية و منها خلافة الكاميروني عيسى حياتو على رأس الكاف ، قبل أن يعلن الأخير و بمساندة روراوة نفسه عن الاستمرار في الكاف حتى إشعار آخر ، و هي أيضا علامة تؤكد بان روراوة باق على رأس الفاف حتى 2016 إلا إذا حدثت متغيرات جديدة لا يعلمها إلا الله. الحقيقة أن استمرار روراوة رئيسا للاتحاد ليس رغبة منه فحسب بل مطلب ملح رسمي و شعبي ، فهو يتمتع بدعم كبير من قبل شتى الفعاليات المكونة للكرة القدم الجزائرية الحكومة و الجمهور و رؤساء الأندية و الإعلام ، التي طالبته بالعودة عام 2009 ليحل محل عبد الحميد هداج بعدما رأت فيه المنقذ الذي بإمكانه إعادة الكرة الجزائرية إلى السكة الصحيحة ، و هي ذات الجهات التي عارضت قرار وزير الرياضة السابق يحيى قيدوم القاضي بتحديد عدد العهدات باثنين فقط ، و رأت فيه قرارا يهدف لقطع الطريق أمام روراوة الذي حقق بعدها نجاحات عدة لصالح الهيئات الدولية التي يشتغل بها ، و طالبت خلفه جيار إلى تعديل اللوائح للسماء له بالترشح قبل غرق سفينة الكرة الجزائرية للاستفادة من كفاءته و خبرته في مجال التسيير و هو ما حصل ، بل و اعتبرت تلك السنوات الثلاث التي غاب فيها روراوة خسارة فادحة للجزائر التي تعرضت كرتها لانتكاسات لا تزال في الذاكرة . و منذ انتخابه رئيس للاتحاد في فبراير عام 2009 حقق روراوة انجازات هامة للكرة الجزائرية لا يمكن إلا للجاحد أن ينكرها ، فقد أدى دورا محوريا في تأهيل الخضر إلى نهائيات كاس العالم 2010 بعد ربع قرن من الغياب من خلال توفير كل الظروف البشرية و المادية للمنتخب لجعله يجري مبارياته في أفضل الأحوال خاصة قضية المنح و العلاوات المخصصة للاعبين و التي ظلت قنبلة موقوتة لسنوات ، و كان له الشجاعة لإطلاق نظام الاحتراف في الدوري المحلي الموسم 2010-2011 راميا الكرة إلى مرمى الأندية للتخلي عن عهد الهواية من خلال منحها مساعدات مالية لا تحلم بها ، كما لعب دورا مهما في تمرير قانون الباهاماس في مايو 2009 من خلال إقناع عدد كبير من الاتحادات الوطنية خاصة الإفريقية بالتصويت له في عمومية الاتحاد الدولي و هو القانون الذي استفاد منه كثيراً المنتخب الجزائري الذي دعم صفوفه بلاعبين مميزين كانوا على وشك الضياع على غرار حسان يبدة و مراد مغني و مدحي لحسن و آخرون ،و اتخذ قرار شجاعا لم يقدر أسلافه على اتخاذه رغم إدراكهم بصحته يتعلق بتقليص عدد اللاعبين الأجانب في الدوري بعدما أصبح بمثابة حقل تجارب لكل لاعب يحمل جنسية غير جزائرية ، و أعاد الاهتمام للمنتخبات السنية ، انجازات أخرى لا يمكن أن تندثر بمجرد أن أقصي المحاربين من المشاركة في كاس أمم إفريقيا 2012 أو إقصاء المنتخب الاولمبي من اولمبياد لندن 2012. غير أن هناك عامل آخر يساعد روراوة على الاستمرار في التربع على عرش الكرة الجزائرية لعهدة أخرى يرتبط بغياب المنافس الحقيقي القادر على زعزعته من عرشه ، المنافس الذي يحظى بالتأييد الرسمي و الشعبي و الإعلامي ، و المنافس الذي تتوفر فيها الصفات الضرورية للقيادة و الكاريزما على الأقل في الوقت الحالي ، خاصة أن إدارة تركة روراوة و الحفاظ عليها و العمل على تطويرها و متابعتها أمر صعب ، لان الأخير جيدا من غياب معارضة تنتقده خاصة من داخل المكتب الفدرالي. فرؤساء الأندية و على كثرتهم منشغلون بأمور أنديتهم و اثبت جلهم أنهم فاشلون حتى في تسيير ناد فما بالك بالإشراف على تسيير كرة بلد بحجم الجزائر ، و لم يكن التحول نحو الاحتراف سوى واحد من بين عدة اختبارات فشلوا في تجاوزها ، و مع بروز أي إشكال إلا و تجدهم يطالبون روراوة و ليس الاتحاد بالتدخل لإنقاذهم ، و غالبيتهم اثبتوا قلة كفاءتهم في الجانب التشريعي ، و قلة خبرتهم في المسائل القانونية رغم أنهم اعتلوا كراسيهم منذ سنوات طويلة بدليل خسارتهم لكل القضايا المرفوعة ضده في الهيئات الدولية من طرق لاعبين و مدربين سابقين للمطالبة بمستحقاتهم المالية ، و حتى ترشحهم فسيكون أمرا من روراوة بعدما أعلنوا عن ولائهم المطلق له . أما خارج هذا الإطار فان الأمور غامضة و حتى و أن كان هناك شخص كفؤ فانه سيصطدم بمعارضين يقطعون عليه الطريق مبكرا، فرابح ماجر نجم الكرة الجزائرية و العربية الأسبق و الذي تربطه بروراوة علاقة باردة جداً عبر مرارا و تكرارا عن رغبته الملحة في خلافته ، و أطلق بالونات اختبار كثيرة لمعرفة حظوظه باءت كلها بالفشل ، حيث لم يتلقى حتى الوعود لمساندته في ظل افتقاره مثله مثل العديد من أمثاله من أفراد الجيل الذهبي لمستوى مقبول من التعليم الأكاديمي ، و حتى المخرجات الإعلامية لاصحاب الكعب الذهبية فسرت على أنها مجرد تعبير عن غضب ظرفي سرعان ما يخمد ، أما بالنسبة لنجوم الخضر الآخرين على غرار بلومي لخضر و علي فرقاني و مصطفى كويسي و آخرون فقد ظهر جليا أن طموحاتهم محدودة جدا لا تصل إلى حد منافسة ولي نعمتهم. و برأي بعض المتابعين لهذا الموضوع فان خليفة روراوة سيكون احد الاثنين أما واحد من عباءته و من صنعه هو شخصيا يثق فيه و هناك بعض الأسماء التي أثبتت أن لديها مؤهلات إدارية عالية في صورة مناجير الخضر الحالي عبد الحفيظ تاسفاوت الذي يعمل بعيدا عن الأنظار و حتى سلفه وليد صادي ، أو أن يظهر مرشح من عباءة السلطة مثلما ظهر روراة نفسه و هداج.