استوقف منتدى فرنسا - الجزائر المترشحين للرئاسيات الفرنسية حول عدة مسائل ، لا سيما تلك المتعلقة باعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية ، من خلال لائحة أسئلة وُجهت للمترشحين ، فإن المنتدى يأمل في لفت الانتباه وتنوير النقاش الانتخابي حول عدد من المواضيع الذي يرغب في عرضها. وبخصوص هذه المسألة أكدت جمعية الفرنسيين ذوي الأصل الجزائري ، أنه يجب على فرنسا أن تعترف بأن سياستها الاستعمارية جاءت عكس مبادئها الجمهورية ، والمتمثلة في الحرية والمساواة والأخوة ، مضيفة أن الاعتراف بالأخطاء والجرائم المرتكَبة خلال الفترة الاستعمارية ، قد يسمح بطيّ صفحة الماضي والتفكير في المستقبل. وقد دعا المنتدى إلى الاعتراف بجرائم الدولة المرتكبة على التراب الفرنسي في سنة 1961-1962 ، في إشارة للقمع الدموي الذي استهدف الجزائريين خلال مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بباريس ، ومظاهرة 8 فيفري 1962 بميترو شارون ، ردا على جرائم منظمة الجيش السري ومن أجل السلم في الجزائر. كما طالب المنتدى بإعادة الأرشيف ، موضحا أن في سنة 1962 غادرت فرنساالجزائر وأخذت معها الأرشيف المدني للبلد ، و هو الأمر الذي صعّب عملية وضع إدارة للبلد المحرر. من جهة أخرى ، تم استيقاف المترشحين للرئاسيات حول التنوع والانسجام الوطني بفرنسا. وفي هذا الخصوص يرى المنتدى أن فرنسا تجد صعوبات في الاعتراف بتنوع سكانها بكل أبعاده العرقي والثقافي والديني وغيرها. وفي نفس الخصوص ، لاحظ المنتدى أن قسما من النخبة لا يتردد في تلغيم الانسجام الوطني لأغراض انتهازية قصيرة المدى ، من خلال تشويه صورة جزء من الفرنسيين والمهاجرين أو بتأجيج معاداة الإسلام ، مطالبا المترشحين للرئاسيات بتوضيح نوع الإجراءات التي سيتخذونها لتعزيز هذا الانسجام الوطني ومكافحة تشويه صورة الفرنسيين ذوي الأصل المغاربي ، على وجه الخصوص. كما تطرقت الجمعية إلى التمييز في مجال الشغل ، مشيرة إلى أن الفرنسيين ذوي الأصل المغاربي والأفارقة من جنوب الصحراء ، هم الأكثر عرضة لهذه الظاهرة. وفي الجانب المتعلق بالمواطنة والتمثيل السياسي ، أوضح المنتدى أن الانتخابات الجهوية الأخيرة ألقت الضوء على نسبة الامتناع العالية في أوساط السكان القاطنين بالمناطق الحضرية ، مشيرا إلى أن ذلك لا يُعد مفاجأة؛ لأنه أيّاً كان الاتجاه السياسي للحكومة فإن وضعية السكان والممثليات المؤسساتية لهذه المناطق في تدهور مستمر. ومن بين هؤلاء السكان فإن الفرنسيين من أصل غير أوروبي والمهاجرين هم الأكثر عرضة ، حسب المنتدى ، الذي يرى أن ظاهرتين متلازمتين تبيّنان ذلك ، وهما التمثيل السياسي الضعيف لهؤلاء السكان وإقصاؤهم من عمليات صنع القرار التي تخصهم. وعن الإسلام واللائكية أدان منتدى فرنساالجزائر محاولات جعل الإسلام تهديدا على اللائكية ومبادئ فرنسا التقليدية ، كما حذّر من مواقف التهجم على مسلمي فرنسا الهادفة إلى رفضهم ضمن المجموعة الوطنية. واعتبر منتدى فرنساالجزائر أن أغلبية المسلمين يأملون في تطبيق عقيدتهم في كنف السلم ، وبما يتطابق مع القوانين والتقاليد الفرنسية. ودعا إلى تغيير النظرة إلى الإسلام وضرورة أن يشارك ممثلوه بدورهم في جهود تكييف الإسلام مع واقع القرن 21؛ من أجل ضمان إدماج أحسن للدين الإسلامي بفرنسا. ومن جهة أخرى ، أعرب منتدى فرنساالجزائر عن تأسفه لشروط تشديد القوانين المتعلقة بدخول الأجانب وإقامتهم ، رافضا استغلال النقاش حول الهجرة لأغراض سياسية وانتخابية وانتهاك حقوق الإنسان ، إثر القواعد الجديدة بخصوص دخول وإقامة الأجانب. كما يرى المنتدى أن شروط منح التأشيرات والإقامة تم تشديدها خلال السنوات الخمس الأخيرة ، داعيا إلى ضرورة مراجعة التكاليف الكبيرة بالنظر إلى كون هذه التكاليف لا تعوَّض في حالة رفض منح التأشيرات. وقدّم منتدى فرنساالجزائر اقتراحات ، معربا عن أمله في أن تؤخذ بعين الاعتبار ضمن برامج المترشحين ، ومن بينها تنظيم حملة بجميع وسائل الإعلام حول الاعتراف بالتنوع بمشاركة فعالة لرئيس الدولة. وبخصوص الإسلام اعتبر المنتدى أن الاعتراف بالثقافة الإسلامية في الهوية الفرنسية يُعد نقطة هامة للمستقبل المشترك ، مؤيدا اقتراح إدخال عيد إسلامي وآخر يهودي في الرزنامة الفرنسية. وسلّم منتدى الجزائرفرنسا عارضة لمرشح الحركة الديمقراطية ، وهو الوسط اليميني للرئاسيات الفرنسية فرانسوا بايرو خلال جولته بمانت لاجولي بالضاحية الباريسية. وينوي المنتدى عقد ندوة صحفية يوم 10 أفريل المقبل؛ سيقدّم خلالها نتائج تحقيقه. للإشارة ، فإن منتدى فرنسا - الجزائر هو تجمّع مستقل وغير سياسي يضم أشخاصا ومنظمات ترغب في ترقية مكانة الفرنسيين ذوي الأصل الجزائري في المجتمع الفرنسي.