كشف المؤرخ وعالم الآثار “عبد الرحمن خليفة”، في تصريح له على هامش تنشيطه للقاء حول ترميم الآثار بتلمسان، أن الترميمات التي أقامتها وزارة الثقافة لآثار تلمسان تمت بطريقة خاطئة، ما جعلها تحمل منظورا غير صحيح إلى الشباب عن الحضارات القديمة. أكد ولد خليفة أن الوزارة لم تعتمد على متخصصين في ترميم الآثار، كما استعملت مواد خطيرة على آثار تلمسان. ورغم تخصيص ملايير الدينارات لترميم آثار تلمسان إلا أنها لا تدخل سوى ضمن خانة تبديد المال العام، لأن المكلفين بالترميم لم يكن همهم سوى المال وفقط، ولم يحترموا القيمة التاريخية للآثار، فمثلا ترميم جدار “أغادير” كان خاطئا واستُعملت فيه مواد خطيرة على البناء، ونفس الشيء بالنسبة لمنارة “المنصورة”، التي أفقدتها الترميمات الخاطئة بهاءها وألوانها وقيمتها التاريخية، كما أن الحفريات التي أُجريت بقصر “المشور” كانت ناقصة، ما أدى إلى طمس جزء كبير من معالم الحضارة في الجزء الذي لايزال مغطى. كما أشار الباحث إلى أن تكليف مؤسسات بالحفر دون مراقبتها أدى إلى إتلاف معالم تاريخية هامة، مطالبا بإعادة النظر في طريقة ترميم الآثار، وذلك بالتنسيق مع المتخصصين للحفاظ على الأصالة التاريخية للمبنى، من خلال استعمال مواد ويد عاملة متخصصة في ترميم الآثار. للتذكير، لا تُعتبر هذه المرة الأولى التي يفتح فيها ولد خليفة النار على دائرة التراث في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وإنما قد سبق له أن كشف عن التجاوزات التي تحصل في عملية الترميم، والتي - حسب هذا الأخير - لا تخضع للمعايير الصحيحة أثناء عملية الترميم. وكانت تصريحاته الأخيرة لقيت الكثير من الاستياء عند القائمين على الترميم، خصوصا عبد الوهاب زكار رئيس دائرة التراث والترميمات في إطار التظاهرة، والذي عقد ندوة صحفية من أجل إيضاح الأمور وتبيان الخطوات التي تقوم وفقها عمليات الترميم، التي تخضع لمعايير دولية مدروسة.