أوضح مدير التراث الوطني أنه قد تمّ إعداد ثلاثة مسارات ثقافية وسياحية خارج مدينة تلمسان للسماح لضيوف الجزائر باكتشاف المعالم التاريخية والآثار العديدة التي تزخر بها المدن والقرى العتيقة عبر هذه الولاية. والمسار الثقافي الأول يربط بين مدينة تلمسان وناحية بني سنوس بأعالي الجبال الجنوبية الغربية وينطلق من سفح "المفروش" المتميز بمناظره الطبيعية الخلابة ومعالمه الأثرية كخلوة وضريح "سيدي حفيف" وهو سليمان عفيف الدين التلمساني ويمتد هذا المسار جنوبا نحو منطقة "الحبالات" لتمكين ضيوف تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ل2011 " من زيارة مغارة "بومعزة" والطاحونة المائية القديمة التي كانت تعتمد في تشغيلها على المياه المتدفقة من هذه المغارة. وتعود هذه الطاحونة التي لا تزال تحتفظ بآليتها التقليدية وبعض أجهزتها الحديدية والصخرية إلى عهد الأمير عبد القادر الشيء الذي جعل المشرفين على التراث يولون لها عناية خاصة عن طريق القيام بأشغال الترميم لاستحداث الفواصل والقطع الناقصة وفق المعطيات التقنية المتوفرة. أما باقي المسار ذاته فيتوزع على عدة مساجد عتيقة لناحية بني سنوس مثل مسجد "بني عشير" الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن العاشر ميلادي ومسجدي "تافسرة" و"الخميس" هذا الأخير الذي عرف تحولات عديدة في عهد الفاطميين ثم الموحدين والزّيانيين. وبالنسبة للمسار الثاني فيخص مدينة ندرومة حيث يبدأ من القصبة العتيقة ثم الباب القديم فالجامع الكبير و"التربيعة" بوسط المدينة القديمة وأخيرا "الحمام البالي" الذي يعود إلى العهد المرابطي. وحظيت هذه المعالم الأثرية بأشغال ترميمية خفيفة لإبراز أهميتها التاريخية وقيمتها الحضارية مع الإشارة إلى أن العديد من هذه المعالم قد استفادت في السابق من برنامج هام للترميم مثل الجامع الكبير الذي تم تدعيم صرحه وتقوية جدرانه القديمة وكذا الحمام البالي ودار التراث. أما المسار الثقافي الثالث فيشمل المنطقة الساحلية لهنين حيث يوجد الميناء القديم الذي كان في السابق الرئة الاقتصادية لهذه الناحية واستعمل في استقبال العديد من سكان الأندلس بعد سقوط غرناطة. وبمدينة هنين سيتكمن الزوار من اكتشاف العديد من المعالم الأثرية التي خلفها الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي الذي ولد بقرية "تاجرة" القريبة من هذا الميناء. ويتكون المسار الرئيسي بقلب عاصمة الزيانيين من عدة حلقات منها الحلقة الأولى التي تنطلق من موقع "أغادير" القديم الذي يشكل النواة الأولى لمدينة تلمسان وتنتهي بمدينة المرينيين للمنصورة (المشيدة بين 1299 و1307 لحصار تلمسان) مرورا بمسجد باب زير والمدرسة التاشفنية وباب الخميس. كما تبدأ الحلقة الثانية من القصر الملكي للمشور إلى غاية الموقع الأثري باب القرمادين حسب المسؤول ذاته الذي أوضح أن هذا المسار الثانوي يعد الطريق الذي اعتاد الملك يغمراسن المرور منه عندما كان يريد مراقبة خيالته. أما الحلقة الثالثة فتسير في اتجاه المنطقة الأثرية "المشور" نحو المسجد الكبير للمرابطين .