يواجه سكان حي 398 مسكن بقميدري التابع لبلدية بني مسوس، ظروفا اجتماعية مزرية في ظل افتقار هذا الأخير لأدنى الظروف الأساسية للعيش الكريم، ناهيك عن الغياب التام للسلطات المحلية التي تناست مشاكل مواطنيها وجعلتهم يعيشون البؤس والشقاء. حيث أعرب ممثلو المجمّع السكني في حديثهم مع يومية »السلام اليوم«، عن سخطهم وتذمرهم الشديدين تجاه التهميش واللامبالاة من طرف المجلس الشعبي البلدي، الذي من أولوياته الاهتمام بانشغالات ومشاكل مواطنيه، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك حسب محدثينا. قذارة الوادي هاجس يؤرق سكان الأحياء كما أفادنا السكان بأن الحي تنعدم فيه أبسط الظروف الأساسية لحياة كريمة، وهذا ما جعل حياتهم تتحول إلى جحيم يومي زادته قساوة الطبيعة سوءا، والتي يأتي في مقدمتها مشكل الوادي المحاذي للحي، والذي بات مكانا لولوج مختلف الحيوانات الضارة إليه خاصة الأفاعي والجرذان، التي باتت تهدد حياة القاطنين خاصة الأطفال، وهذا يرجع للحالة التي يتواجد بها هذا الأخير من القذارة، ما بات يمثل الهاجس الأول للمواطنين بالحي. النفايات مصدر للعديد من الأمراض ومن جهة أخرى، أكد لنا السكان أن الحي تنعدم فيه قنوات الصرف، مما أدى إلى تراكم المياه القذرة وانتشار الروائح الكريهة بالمنطقة، إذ أن هذه الأخيرة ورغم تواجدها إلا أنها مسدودة في كل وقت، ما زاد من تفاقم المشكل، ناهيك عن انتشار العديد من الأمراض خاصة الصدرية منها جراء الوضعية الكارثية المحيطة بالحي، وما زاد الطين بلة عدم توفير النظافة في الأحياء والمجمعات السكانية، فقد أكد ممثلو الحي أن حيهم تنعدم فيه المفرغة العمومية، إذ أصبحت تطبعه النفايات والقاذورات المتراكمة، وهذا للغياب التام لمكان يصرف فيه المواطنون فضلاتهم مع تشويه صورة المجمع السكني وجعله مكانا للقمامة، فضلا عن الانتشار الفادح للحشرات خاصة الضارة منها، والتي تعرف غزوا في فصل الصيف، حيث أعرب لنا القاطنون بأنه يصعب عليهم فتح النوافذ في فصل الصيف جراء الروائح الكريهة بالحي ومن أجل تفادي انتشار الباعوض داخل منازلهم. كما عبّر المواطنون عن سخطهم وتذمرهم من الحالة المزرية التي يصبح فيها الحي أثناء تساقط الأمطار، إذ يتحول هذا الأخير إلى مسابح للمياه والأوحال، ناهيك عن تسرب هذه الأخيرة داخل المنازل خاصة المتواجدة بالطوابق الأولى، وبالتالي تشكّل عائقا حقيقيا للقاطنين، وهذا ما يعيق الحركة داخل الحي ويغلق المسالك المؤدية إليه، في حين ناشد المواطنون السلطات المحلية والهيئات المسؤولة ضرورة إطلاق مشاريع تنموية خاصة إنجاز مرافق اجتماعية لشباب الحي وأطفاله، إذ بات الفراغ يُتعب نفسياتهم ويُجبرهم على التنقل إلى المناطق والأحياء المجاورة، من أجل التسلية واللعب. تدخل السلطات أصبح أكثر من ضرورة وفي الأخير، أكد لنا ممثلو الحي أن المعاناة اليومية التي باتوا يتخبطون فيها يوميا، أرهقت كاهلهم، فرغم الشكاوي المتكررة والنداءات الموجهة للمجلس البلدي إلا أنهم لم يتلقوا أي رد إلى غاية كتابة هذه الأسطر، فالصمت هو سيد الموقف حسب تأكيدات محدثينا، وبهذا يناشد سكان الحي السلطات المحلية التدخل العاجل للنظر في انشغالاتهم وإنهاء عشر سنوات من العذاب والجحيم، وعدم الاكتفاء بالتقرب إليهم مع اقتراب موعد الانتخابات.