في الوقت الذي يعكف الناخب الوطني لأقل من 20 سنة جون مارك نوبيلو على ضبط التعداد النهائي للتشكيلة الوطنية التي ستحمل على عاتقها مسؤولية الدفاع عن حظوظ “الخضر” في نهائيات أمم إفريقيا المزمع إجراؤها بالجزائر، فإن أطرافا مقربة من “الفاف” تسعى لاقتراح اسم المغترب الجزائري عادل قافايتي، وهذا بالنظر إلى الإضافة النوعية التي بمقدور وسط ميدان غلاسكو رانجرز لتشكيلة أقل من 19 سنة، منحها لتشكيلة المدرب الفرنسي نوبيلو، الذي وفي حال اقتناعه بإمكانات اللاعب فإنه لن يتوانى في توجيه الدعوة له. تكوَّن في باريس ونانسي عادل قافايتي من مواليد 16 جويلية 1994 بمدينة نونتار بضواحي باريس. بدأ مشواره الكروي في فريق الوفاق الرياضي لنونتار في عام 2003، لينتقل في عام 2005 إلى نادي سبور أتود رويال مالميزون بمدينة تقع بمحاذاة مدينة نونتار. وفي عام 2006 انتقل إلى مركز تكوين كرة القدم بباريس، وهو مركز معروف بفرنسا، وهذا إلى غاية عام 2008، حيث انتقل إلى مركز تكوين نادي نانسي الفرنسي حتى عام 2010، وهو العام الذي انتقل فيه إلى غلاسكو رانجرز الاسكتلندي. مبعوثو رانجرز اكتشفوه في 2010 وحسب السيد نور الدين والد اللاعب، فإن مبعوثي النادي الاسكتلندي اكتشفوا اللاعب في مدينة باريس، حيث كان يلعب مباراة رسمية ضد أحد نوادي الضاحية الباريسية، ليسألوا عن والد اللاعب ويتصلوا به من أجل معرفة رأيه في انتقال عادل إلى مدينة غلاسكو من أجل القيام ببعض التجارب هناك، ليكون الرد بالإيجاب، خاصة أن النادي آنذاك كان يشارك، بصفة دورية، في منافسة رابطة أبطال أوروبا. التجارب كانت ناجحة وبعد انتهاء التجارب التي دامت ثلاثة أسابيع قرر مسؤولو النادي الإمضاء لعادل بعد أن أبان عن إمكانات كبيرة في وسط الميدان (ينشط في وسط الميدان الدفاعي)، حيث رأى فيه هؤلاء المسؤولون صفقة مربحة، خاصة أن سنه آنذاك كان 16 سنة فقط. يلعب حاليا في فئة أقل من 19 سنة والد عادل أكد لنا بأن ابنه رغم سنه الصغيرة إلا أنه يلعب حاليا بانتظام في فئة أقل من 19 سنة، كما لعب 5 لقاءات كاملة مع الفريق الرديف للفريق الأول للرينجرز، إضافة إلى استدعائه مرتين للمشاركة في تدريبات الفريق الأول؛ كمكافأة له على جديته والإمكانات الكبيرة التي أبان عنها هذا الموسم. مجيد بوڤرة ساعده كثيرا على الاندماج وحدّثنا السيد نور الدين عن أول لقاء له مع مجيد، إذ يتذكر جيدا عندما تنقّل رفقة عادل من أجل إجراء التجارب. وفي أول مباراة له، كان نور الدين يصرخ على ابنه من أجل أن يلعب جيدا ويتقدم إلى الأمام أو يعود إلى الخلف، ليأتي إليه مجيد بعد أن سمع صراخه ويقول له جملة مازالت راسخة في ذهنه: “اتركه يلعب كما يريد، فابنك لاعب جيد وله مستقبل كبير”، ليصبح مجيد الصديق الأول لعادل بعد أن علم بأنه جزائري، حيث أكد لنا السيد نور الدين بأن مجيد ساعد كثيرا عادل على الاندماج في صفوف النادي، كما فتح له أبواب منزله، وكان يدعوه في كل مناسبة إلى زيارته هناك. وقد أصر السيد نور الدين كثيرا على شكر مجيد بوڤرة عبر موقع الميدان، واصفا إياه رفقة عائلته بالتواضع والوطنية اللامحدودة. أصله من وهران وهو مناصر وفيٌّ ل “الحمراوة” وفي حديث حول أصول اللاعب قال نور الدين إن أصوله رفقة والدة عادل، تنحدر من مدينة وهران، وبالضبط من حي سانت أوجان. كما تناصر جميع العائلة فريق مولودية وهران. وأكد لنا أنه ذات مرة عندما كان في مدينة وهران من أجل قضاء العطلة رفقة العائلة، وفي مباراة لفريقه المفضل مولودية وهران، طلب منه اللاعب داود بوعبد الله أن يأخذ عادل من أجل التقاط صورة جماعية رفقة الفريق، لتكون من أحسن ذكريات عادل في الجزائر، خاصة أن صورته رفقة عناصر الفريق طُبعت على أغلب “البوستيرات” التي انتشرت في ذلك الموسم بين أنصار الحمراوة. سيلعب للجزائر إن اتصل به المسؤولون وفي سؤال صريح حول اختيار اللاعب بين فرنساوالجزائر في حال وجود اتصالات من الطرفين، قال والد عادل إنه يظن أن ابنه سيختار الجزائر؛ لأنه ربّاه على حب الوطن منذ نعومة أظافره، كما أن مجيد بوڤرة حفّزه على اللعب للجزائر، إضافة إلى طلبه من المناجير بولا وأمام بأن يعلِم المسؤولين على فئة أقل من 20 سنة، بأن “عادل” لا ينتظر سوى اتصال من طرفهم لكي يلتحق بالمنتخب الجزائري. نور الدين لم يطلب الجنسية الفرنسية ويبقى اللافت للانتباه أن والد عادل قافايتي مازال محتفظا بجوازه الجزائري رغم أنه موجود بفرنسا منذ عام 1974، حيث حل من أجل الدراسة في معهد السوربون الغني عن كل تعريف، وتحصّل على درجة دكتوراه دولة في العلوم السياسية من نفس المعهد، ولم يطلب أبدا الجنسية الفرنسية، مفضلا الاحتفاظ بجواز السفر الجزائري فقط رفقة بطاقة الإقامة رغم أنه كان قادرا على الحصول على الجنسية الفرنسية. ويُذكر بأن عادل يتمتع بالجنسيتين الجزائرية والفرنسية.