نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريرا يكشف اعتماد القادة العسكريين الأمريكيين وفي مقدمتهم ديفيد بترايوس المدير الجديد ل »سي أي أي« على كتب ونظريات دونها كتاب فرنسيون حول الثورة التحريرية في مواجهة الإستعمار الفرنسي، من أجل مواجهة المقاومة في الدول التي يتواجد بها الجيش الأمريكي. وأكد التقرير بعنوان »من جبال الجزائر إلى رمال العراق وجبال أفغانستان«، أن تجربة الجيش الفرنسي في مواجهة المجاهدين الجزائريين قبل نصف قرن، تركت أثرا عميقا في النظرية الاستراتيجية للضباط الأمريكيين في طريقة مكافحة حركات التمرد. وحسب نفس المصدر منذ أوت 2003 بدأ البنتاغون يفكر في الموضوع ونظم عروضا عدة لشريط معركة الجزائر الذي أخرجه الإيطالي جيلو بونتيكورفو في 1966 مستعيدا فيه حرب العصابات في القصبة بالجزائر العاصمة ومنددا بممارسة الجيش الفرنسي التعذيب بحق الجزائريين. وجاء في مذكرة الصقت في ممرات البنتاغون لإعلان عرض الفيلم »كيف تنتصر في معركة على الإرهاب وتخسر معركة الأفكار. أطفال يطلقون الرصاص من قرب على الجنود ونساء يزرعون القنابل في المقاهي وسريعا ما يلتهب الشعب العربي، هل يذكرك هذا بشيء ما؟«. وأشرف الجنرال بترايوس الذي كان معجبا بالجنرال مارسيل بيجار، بطل ديان بيان فو (حيث تكبد الجيش الفرنسي في الهند الصينية هزيمة نكراء) ثم قائد العمليات في الجزائر والذي تراسل معه طوال ثلاثين سنة، على تحرير كتيب »فيردل مانويل 3-24« الذي نشر في نهاية 2006 عارضا النظرية الأمريكية في مجال مكافحة تمرد العصابات. وأوضح جون ناغل أن الكتيب يتناول خصوصا ما أنجزه ضابط فرنسي صاحب استراتيجية من قدامى الذين خدموا في الجزائر وألقى دروسا في هارفارد وهو العقيد المساعد دافيد غالولا. وتم العمل بتعليمات غالولا المتمثلة في عمليات المداهمة في المناطق الحضرية وتطويق المناطق الريفية وعزل السكان عن المتمردين وتشكيل قوات محلية واللجوء بشكل مكثف إلى الاستخبارات لتحديد هوية ومبررات حركة التمرد، بشكل واسع في العراق وأفغانستان، حيث دعا الجنرال ستانلي مكريستال، الذي تولى قيادة القوات الدولية لفترة قصيرة، إلى العودة إلى دروس صاحب النظرية الفرنسي. وقال الجنرال بترايوس الذي أصبح مدير »سي.آي.آيه« في رسالة الكترونية لوكالة الأنباء الفرنسية، إن »أولئك العلماء المرموقين أدركوا في شكل ذكي الطريقة التي يجب انتهاجها في عمليات مكافحة التمرد في تلك الفترة وما زال ذلك موقفا مفيدا جدا«. وأضاف أنه في منتصف عقد الألفين »أمرت بشراء حقوق منشورات باللغة الإنجليزية لكتاب دافيد غالولا ووزعت نسخا منه على أكثر من 1200 طالب من طلاب المدرسة الحربية. وهناك كتاب آخر يحتل مكانة خاصة في مكتبة بترايوس هو »لي سانتوريون« للمؤلف الصحافي جان لارتيغي الذي يروي خيبة ضباط فرنسيين في مواجهة المجاهدين الجزائريين بعد عودتهم من هزيمة الهند الصينية. وبعدما نفدت نسخه باللغة الإنجليزية بلغ سعر هذا الكتاب 1500 دولار على موقع أمازون، لكنه متداول بين الضباط الأمريكيين الذين خدموا في العراق وأفغانستان.