تعد الحرف التقليدية من أقدم لغات التواصل والاحتكاك بين الأمم عبر العصور، حيث انتشرت في مختلف المناطق من بلادنا، ومنها ما تزخر به مدينة تلمسان من صناعات تقليدية ظهرت عبر الحقب التاريخية وهي الآن تقاوم من أجل البقاء من خلال مجهودات حرفيين حملوا على عاتقهم مهمة الحفاظ على تلك الموروثات. وعن مختلف الصناعات التقليدية التي تنتشر في مدينة تلمسان، يقول ممثل من غرفة الصناعة التقليدية للولاية أنها متنوعة ومن أهمها صناعة الخشب والنقش عليه من خلال الأثاث المنزلي والبراميل الخشبية وكذا النجارة العامة، كما تنتشر في العديد من مناطق تلمسان صناعة الحلفاء إضافة إلى الطرز على القماش، الجلود والحرير، وكذا صناعة الزجاج والرسم عليه والصناعة الرملية، أين يكون الرسم على الزجاج باستعمال الرمال علاوة على الصباغة على الحرير، الجلود والقماش. صناعة الرخام هي الأخرى تعد من بين أهم الصناعات التي تظهر في مختلف مجسمات الرخام التي تستعمل في تجهيز المنازل والمساجد بنافورات المياه، كما تنتشر صناعة الجبس والنقش عليه من خلال منمنمات من الجبس، كما نجد صناعة القصب التي لاتزال مزدهرة وتتجلى في إنتاج السلال والأدوات الموسيقية والفولكلورية مثل الناي. هذا وأكد ممثل غرفة الصناعة التقليدية لولاية تلمسان أن صناعة الجلود بدأت تندثر من المدينة بعد أن كانت منتشرة، حيث قلّ تواجد محلات صناعة الأحذية و«الباوبوش”، السروج وتجهيز الخيل، وكذا صناعة المحافظ وحقائب السفر التي أصبحت نادرة، أما صناعة النحاس، فيؤكد نفس المتحدث أنها اندثرت من مدينة تلمسان، فيما لاتزال صناعة الجلابة ،الحايك مرمى، المنسوجات والفخار التقليدي والخزف والزربية. زربية “سبدو” بحاجة إلى تسويق أكبر ومن أشهر الزرابي المعروفة في منطقة تلمسان زربية “سبدو” التي تعرف إقبالا كبيرا، حيث تؤكد “بوكربيلة خيرة” إحدى محترفات صناعة الزربية بمنطقة سبدو أن العروس التلمسانية لاتزال تأخذ معها ما لا يقل عن أربع زرابي، هذا وتتميز زربية سبدو برسوماتها المستنبطة من عمق تاريخ المدينة، حيث تم الحفاظ على وشمات خاصة واستحداث أخرى إضافة إلى طريقة الصنع التقليدية مائة بالمائة، حيث تصنع من الصوف الذي يغسل ويغزل، ثم يصبغ للحصول على الخيوط المشكلة للزربية التي تتميز بعدم تأثر ألوانها بالماء والاحتكاك بالعوامل الطبيعية، ورغم جودتها تؤكد المتحدثة أنها بحاجة إلى تسويق أكبر خارج المنطقة من أجل ضمان انتشارها وبالتالي استمرار صناعتها.