لم تستطع الزرابي الحديثة بأشكالها المتميزة أن تمحو من الذاكرة الشعبية مكانة الزربية التقليدية فرغم المنافسة الشديدة التي فرضتها الزربية العصرية و الحديثة إلا أن عشاق التراث والتقاليد لا يزالون يبحثون عن الصنعة الجزائرية الخالصة وعن الزربية التي المصنوعة من مواد طبيعية خالصة لتزيين صالوناتهم التقليدية. تحتل الزرابي التقليدية مكانة متميزة في المجتمع الجزائري خاصة في المدن الداخلية حيث لم تستطع كل الموديلات الحديثة للزرابي من ثني عزيمة نساء تلك المناطق عن صنع ديكورات طبيعية لبيوتهن بأناملهن ومن بين النساء المتميزات في هذه الصنعة السيدة بن حامد من بلدية لمنيعة الزاخرة بأنواع كثيرة من هذا الموروث الثقافي والاجتماعي حيث ترى السيدة بن حامد حرفية من منطقة المنيعة بغرداية أن الاهتمام بإخراج الزربية الجزائرية إلى العالم وتطويرها بما يتناسب و مختلف الأذواق ساعد على انتشارها وإقبال السياح والفتيات المقبلات على الزواج على اقتنائها وتعتبر الزربية التقليدية للمنطقة من بين أهم أنواع الزرابي انتشارا حيث تتميز بألوانها المميزة وأشكالها الهندسية الرائعة كما أنها تعتمد بشكل كبير على المواد الطبيعية فتستغل المرأة معرفتها واتصالها المميز بالطبيعة لتحضير صوف الغنم وتكيفه عن طريق غسله ونزع الفاسد منه وما يعلق به من مواد أخرى ثم غزله وتحويله إلى خيوط رقيقة ويتم صبغه حسب السيدة بن حامد باستعمال مواد تلوين طبيعية كقشور الرمان والشمندر السكري وحبيبات الزعفران ولا تزال هواية وحرفة صناعة الزربية بمختلف أنواعها وأحجامها نقطة تشترك فيها أغلب الأسر الميزابية التي لا يخلو بيت منها من استعمال الزربية التقليدية لفرش غرفه وقاعات الاستقبال المختلفة وقد ساهمت السياحة في المنطقة بشكل كبير في استمرار هذه الحرفة التي يقبل على اقتنائها السياح الأجانب الذين يقصدون ولاية غرداية للاستمتاع بمناظرها الطبيعية الخلابة وهندستها المعمارية بالإضافة طبعا إلى تقاليدها المتميزة. الزريبة إحدى الركائز السياحية تلقى الصناعات التقليدية في منطقة غرداية رواجا كبيرا حيث تشتهر بكونها مركزا سياحيا يزخر بمختلف الصناعات التقليدية فبالإضافة للزرابي تنتشر في ولاية غرداية صناعة الألبسة الصوفية كالقندورة والفيلة والخمري التي يرتديها سكان المنطقة والولايات المجاورة لها كما تشتهر الولاية حسب السيدة بن حامد بالنقش على النحاس والخشب وصناعة الجلود والفخار والتحف الفنية. كما وتتميز الولاية بعدة أعياد ومواسم كعيد الزربية عيد القصر القديم بالمنيعة، عيد المهري، الزيارات والوعدات. وتتميز ولاية غرداية أيضا بميزات خاصة أكسبتها مكانة على المستوى الوطني حيث تتميز الولاية بخمس مقومات رفعت من مكانتها على المستوى الوطني والدولي وهي الفن المعماري، السياحة، الحرف التقليدية وهو ما دفع حرفي المنطقة إلى العمل على عدم التفريط في الصناعة التقليدية التي مكنت ولاياتهم من أخذ مكانة مرموقة وسط المناطق السياحية بالوطن ويحافظ الحرفيون بالمنطقة حسب السيدة بن حامد على المستوى الراقي لصناعة الزربية وبررت سبب ارتفاع أسعار الزرابي التقليدية إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية كما أعابت اقتناء المواطنين للزرابي الحديثة بأسعار جد عالية وامتناعهم عن اقتناء الزرابي التقليدية التي لا يمكن لكل الزرابي الحديثة أن تزحزحها عن مكانها في الذاكرة الشعبية خاصة لسكان المنطقة