احتج سكان قرية «لعبيد» المتواجدة ببلدية يسّر جنوب شرق بومرداس، على كافة أشكال التهميش المضروب على قريتهم، التي تضم عددا كبيرا من البدو الرحّل، إذ مازالت محرومة من مختلف المرافق الضرورية، كالمياه الصالحة للشرب والغاز الطبيعي والتهيئة والإنارة العمومية. كما يعاني سكان قرية «لعبيد» من غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، فالسكان لم ينعموا طيلة سنوات بالمياه الصالحة للشرب بصفة دائمة ومنتظَمة، ويشكو هؤلاء من فقدان هذه المادة الحيوية، مما يضطرهم لجلب صهاريج المياه غير المراقَبة، فضلا عن غياب قارورات الغاز التي يتحمل أعباءها صغارهم بحثا عنه أو عن مادة الحطب، على حساب صحة أجسادهم ودراستهم. غياب قارورات غاز البوتان يثير استياء المواطنين وقد أدّى غياب قارورات غاز البوتان إلى تذمر وسخط كبيرين بين أهالي القرية، الذين طالبوا الجهات المعنية بالتعجيل بتوصيل منازلهم بالغاز وبناء مرافق حيوية تساعدهم على الاستقرار، وبالتالي ضمان التمدرس لأبنائهم، مثلما تنعم به القرى المجاورة لهم، ناهيك عن المعاناة من غياب الإنارة العمومية، ومعضلة نقص شدة التيار الكهربائي بالقرية، ممّا يؤدي إلى تكرر الانقطاعات. وما زاد من قلق المواطنين بالقرية انعدام نقاط توقف الحافلات على حافة الطريق، حيث يتحمل السكان متاعب التقلبات الجوية أثناء بقائهم دون ملجأ خلال تساقط الأمطار، إذ يصل أبناؤهم في تلك الأثناء مبلَّلين إلى المدارس، فيما يضطر آخرون لإلغاء خروجهم إلى غاية تحسن وضعية الطقس، كما يقولون. قاعة علاج وحيدة وغياب سيارة إسعاف واستنكر أهالي القرية النقص الفادح في الخدمات الصحية وغياب سيارات الإسعاف، مشيرين إلى أن قاعة العلاج الوحيدة بالقرية تقتصر على الخدمات السطحية، لا سيما أن الطبيب لا يأتي سوى مرة في الأسبوع، حسبهم، الأمر الذي يضطر المرضى للتنقل بوسائلهم الخاصة إن وُجدت إلى غاية أقرب مؤسسة استشفائية لتلقّي العلاج، فيما تكابد بعض الحوامل مشاقا كبيرة للوصول إلى مستشفى الولاية. وأبدى محدثونا تذمّرهم الشديد من تهميش القرية من مختلف مرافق الترفيه والفضاءات الرياضية والحيوية. قرية منسية.. إلا في مواعيد الانتخابات وأشاروا في هذا الصدد إلى أنها تتحول إلى قِبلة للمترشحين للمجلس المحلي في المواعيد الانتخابية فقط. كما أعاب محدثونا على المسؤولين التأخر في بعث مشاريع تنموية حقيقية، ترفع من مستوى العيش لديهم، خصوصا لدى فئة الشباب الغارقين في البطالة، فيما يضطر البعض لقطع عدة كيلومترات. أما المشكل العويص فيتمثل في انعدام المحلات التجارية؛ ممّا جعل القرية تسبح في التهميش بكل أنواعه، ويعيش قاطنوها أوضاعا اجتماعية صعبة، في ظل اتساع جيوب الفقر وتنامي دوائر العوز.