يشتكي سكان قرية بوعاصم المتواجدة ببلدية الناصرية شرق بومرداس، من كافة أشكال التهميش المضروب على قريتهم التي تضم أكثر من ألف نسمة، ورغم أن منطقتهم تبعد ب 5 كلم فقط عن وسط المدينة، إلا أنها محرومة من مختلف المرافق الضرورية للعيش، كالمياه الصالحة للشرب والغاز الطبيعي والتهيئة. يعاني سكان قرية بوعاصم بالناصرية شرق بومرداس من غياب أدنى شروط الحياة الكريمة، فالسكان لم ينعموا طيلة سنوات بالمياه الصالحة للشرب بصفة دائمة ومنتظمة، حيث يشكو هؤلاء من فقدان هذه المادة الحيوية على مدار أيام السنة، مما يضطرهم لشراء صهاريج المياه غير المراقبة بمبالغ أثقلت كاهلهم، فضلا عن المتاعب التي يتحملها صغارهم، جراء رحلة البحث التي يقومون بها لملء الدلاء من مصادر المياه القريبة منهم، على حساب صحة أجسادهم ودراستهم. لا ماء ولا غاز.. الكهرباء مقطوعة والسلطات نائمة وأدى غياب الماء عن حنفياتهم في معظم أرجاء القرية، إلى تذمر وسخط كبيرين بين سكان القرية الذين طالبوا الجهات المعنية بالتعجيل بتوصيل منازلهم بالمياه، مثلما تنعم به قرى مجاورة لهم..ناهيك عن المعاناة من غياب الإنارة العمومية ومعضلة نقص حدة شدة التيار الكهربائي بالقرية، مما يؤدي إلى تكرر الانقطاعات، حيث لم تتحرك السلطات لحل المشكلة رغم العديد من الشكاوى.وما زاد من قلق المواطنين بالقرية هو انعدام نقاط توقف الحافلات على حافة الطريق، حيث يتحمل السكان متاعب في التقلبات الجوية أثناء بقائهم دون ملجأ خلال تساقط الأمطار، إذ يصل أبناؤهم في تلك الأثناء مبللين إلى المدارس، فيما يضطر آخرون لإلغاء خروجهم إلى غاية تحسن وضعية الطقس، كما يقولون.. الخدمات الصحية بحاجة للإسعاف والطبيب مرة في الأسبوع واستنكر سكان القرية النقص الفادح في الخدمات الصحية وكذا غياب الإسعاف، مشيرين إلى أن قاعة العلاج الوحيدة بالقرية، تقتصر على الخدمات السطحية، إذ إن الطبيب لا يأتي سوى مرة في الأسبوع حسبهم، الأمر الذي يضطر المرضى للتنقل بوسائلهم الخاصة إن وُجدت، إلى غاية أقرب مؤسسة استشفائية لتلقّي العلاج، فيما تكابد بعض الحوامل مشقة كبيرة للوصول إلى العيادة متعددة الخدمات بالثنية أو برج منايل... وأبدى محدثونا تذمرهم من تهميش القرية من مختلف مرافق الترفيه والفضاءات الرياضية والحيوية رغم الكثافة السكانية العالية للقرية، وأشاروا في هذا الصدد، إلى أنها تتحول إلى قِبلة للمترشحين للمجلس المحلي في المواعيد الانتخابية فقط... كما أعاب محدثونا على المسؤولين التأخر في بعث مشاريع تنموية حقيقية، ترفع من مستوى العيش لديهم، خصوصا لدى فئات الشباب الغارقين في البطالة، فيما يضطر البعض لقطع عدة كيلومترات لممارسة الأنشطة الرياضية في أماكن أخرى رغم توفر الوعاء العقاري لاحتضان الكثير من المشاريع في هذا الشأن...