أعلنت حالة الطوارئ عند أغلب العائلات التي يجتاز أبناءها هذه السنة شهادة البكالوريا ليزداد الأمر حدة بدخول الفصل الثالث من الدراسة وهو الذي يعرف بقصر مدته ليجد أغلب التلاميذ أنفسهم بين المراجعة في البيت، إكمال بقية المقرر الدراسي وحضور الدروس التدعيمية، فيما انتهج البعض طريقة السطو على الكراريس للمراجعة بعد أن كانوا في سبات طوال السنة. أولياء يعيشون على أعصابهم قبيل امتحانات البكالوريا يسعى العديد من أولياء الأمور إلى توفير الجو المناسب الذي يمكّن من اجتياز امتحان البكالوريا، للمراجعة والحفظ، وإن كان ذلك على حساب بقية أفراد العائلة، حيث فرضت العديد من الأمهات برنامجا خاصا طوال الفترة التي تسبق موعد الامتحانات إضافة إلى الضغط النفسي الكبير الذي يعيشه التلميذ وينقله إلى باقي أفراد عائلته أو العكس، إذ نجد أولياء يخشون فشل أبنائهم ما يسبب لهم توترا ينعكس بالضرورة على أولادهم وهو ما كشفته لنا «مونية» إحدى الأمهات التي تسعى إلى أن توفر لابنها كل ظروف النجاح، حيث تقول أنها حرمت الجميع من مشاهدة التلفاز خلال الفترة التي يتواجد ابنها في البيت حتى لا يغار من إخوته وهم يستمتعون بمشاهدة البرامج، كما يشتكي جل إخوته من الضغط الذي تعيشه العائلة التي حرمت من الخروج للنزهة للبقاء معه، وتطور الأمر تدريجيا باقتراب موعد الامتحانات لدرجة أن الصوت المرتفع لا يجب أن يسمع في البيت، وعن هذا تؤكد «مونية» أن كل ما تفعله هو لصالح ابنها، فهي تخشى فشله أكثر منه، أما «غنية» فهي تعيش على أعصابها، كون ابنها يجتاز امتحان البكالوريا للمرة الثانية،ما جعلها تخاف على مستقبله في حال لم يتمكن من الظفر بالشهادة، تقول: «إن نتائج ابني خلال الفصلين الأولين لا يصلان إلى المعدل، ما جعلني أكاد أكون شبه متأكدة من فشله، فتجدني أبكي أمامه وأنا أتوسل إليه أن يدرس»، أما «أم سفيان» فتقول أنها واثقة كل الثقة من نجاح ابنها، فشهادة البكالوريا صارت من نصيب الكثيرين، فما بالك بابنها الذي يتحصل على أعلى المعدلات. هذا ويشد الكثير من الأساتذة مآزرهم وهم يسابقون الزمن في استكمال البرنامج الدراسي ولو اضطر ذلك بعضهم إلى تلخيص الدروس في مطبوعات، وعن هذا تقول «نسرين» تلميذة في النهائي أن جل الدروس المتبقية يتم نسخها في مطبوعات، أما عملية الشرح فتكون من خلال التمارين خصوصا في مادتي العلوم الفيزيائية والطبيعية، فالمادتان تحتاجان إلى حل أكبر عدد من التمارين المختلفة، والأمر نفسه بالنسبة لمادة الرياضيات، وإن كان بعض التلاميذ ملتزمين بإكمال البرنامج من أجل الاستفادة من حصص حل التمارين، فقد قرر آخرون مغادرة الأقسام بمجرد دخول الفصل الثالث، وذلك للتفرغ لحصص الدروس التدعيمية التي تعرف هي الأخرى ضغطا كبيرا، حيث يرى الكثير من تلاميذ الأقسام النهائية، خاصة من سبق لهم اجتياز امتحان البكالوريا، أنه لا جدوى من الالتزام بساعات الدراسة مادامت الدروس متوفرة لديهم، ما جعلهم يستغلون الوقت في المراجعة في البيت، حيث أكد من تحدثوا ل»السلام اليوم» أن مدة خمسة عشر يوما التي تلي نهاية امتحانات البكالوريا البيضاء لا تكفي لمراجعة دروس الفصل الثالث فقط، فما بالك بكل البرنامج الدراسي. وإذا كان بعض التلاميذ يبذلون كل ما بوسعهم من أجل الظفر بالنجاح فإن آخرين يؤكدون أنهم سيكونون من الناجحين بقدرة قادر رغم أنهم لا يبذلون الجهد الكافي، حيث يلاحظ أن اهتمام بعض التلاميذ يبدأ في الفصل الأخير من الدراسة، وإن كان البعض منهم يحرص على الحصول على ما ينقصه من دروس من خلال استنساخها فإن آخرين يعمدون إلى سرقة كراريس زملائهم وهو ما تعرضت له زينب، تلميذة في الثانوي، شعبة آداب، حيث تفاجأت قبل عطلة الربيع باختفاء كراس التاريخ الذي تقول أنه سرق منها ما ضيّع عليها الوقت في إعادة كتابة الدروس، خاصة وأنها لا تستطيع الحفظ من المطبوعة، وهو ما أكدته الأستاذة «بن حملاوي» أستاذة بمتقنة عين النعجة الجديدة وهي تؤكد أن ظاهرة سرقة الكراريس عند تلاميذ الأقسام النهائية تزيد كلما اقترب موعد البكالوريا من كل سنة، حيث تروي عن إحدى تلميذاتها التي أغمي عليها عندما لم تجد المصنف الخاص بمادة العلوم الطبيعية، ولأن هذه المادة أساسية وذات معامل كبير في الامتحان، فإن التلميذة أصيبت بحالة إحباط شديد، ولم تجد من حل سوى إعادة نسخ الدروس، فالوقت لا يكفي لتعيد كتابة كل شيء، فذلك محسوب على وقتها في مراجعة المواد الأخرى.