تعيش مختلف الثانويات والمتوسطات في هذه الأيام الأخيرة تزامنا مع اقتراب نهاية السنة الدراسية حالة طوارىء جسدها تحلّي أغلب التلاميذ بالفطنة واليقظة حرصا على سلامة مستلزماتهم الدراسية وعدم تعرضهم إلى بطش التلاميذ الآخرين، بعد أن تطاولت أيادي بعضهم إلى سرقة الكراريس لاسيما وأن الفترة هي فترة امتحانات، ويقدم على تلك الأفعال غالبا التلاميذ المتذبذبون الذين كثرت غياباتهم طيلة السنة، ليجدوا الحل في الاهتداء إلى ارتكاب تلك الجريمة في حق أصدقائهم، ويركز لصوص الكراريس على التلاميذ المقبلين على امتحانات مصيرية على غرار شهادة التعليم المتوسط وكذا شهادة البكالوريا. لم يجد بعض التلاميذ المتذبذبين من حل مع اقتراب موعد الامتحانات المصيرية إلا بالاهتداء إلى حيلة شيطانية يغطون بها الإهمال واللامبالاة التي يتميزون بها طيلة السنة، بعد أن طالت أيادي البعض منهم محافظ غيرهم من التلاميذ في غفلة منهم بغرض الاستيلاء على مجموعة من الكراريس من أجل التحضير للامتحانات، ما أدى إلى تحلي الأغلبية باليقظة لعدم وقوعهم كبش فداء على أيادي أقرانهم، وقد وقع في فخ لصوص الكراريس العديد من الطلبة المقبلين على اجتياز امتحانات مصيرية على غرار شهادتي التعليم المتوسط وكذا البكالوريا. وتلك الممارسة المشينة شهدتها المنظومة التربوية منذ سنوات، فغالبا ما يتربص بالطلبة بعض لصوص الكراريس تزامنا مع الامتحانات النهائية، ولم تسلم من تلك الظاهرة حتى المدرجات الجامعية بعد أن يقدم بعض الطلبة على سرقة الدروس والمطبوعات، فالظاهرة شائعة في أغلب الصروح العلمية ويتحجج البعض بأن امتناع بعض الزملاء عن إعارتهم الدروس هو ما دفعهم إلى السطو على كراريسهم، محاولين تبرير فعلتهم بكل الطرق. تقول تلميذة مقبلة على اجتياز شهادة التعليم المتوسط إنها تعرضت إلى سرقة كراسها في هذا الأسبوع والخاص بمادتي التاريخ والجغرافيا مما أجبرها على الاستنجاد بزميلتها من أجل استنساخ الدروس ولولا ذلك الحل لعجزت عن التحضير للامتحان، وقالت إنها تعرضت إلى السرقة في القسم الذي تدرس به بعد أن صعدت إلى السبورة وكانت في خضم حل تمرين، لتتفاجأ بخلو محفظتها من كراس مادة التاريخ والجغرافيا فصُدمت للفاجعة التي حلت بها، لاسيما وأن موعد الامتحانات أصبح على بُعد أيام قلائل فما كان عليها إلا استنساخ تلك الدروس، على الرغم من أنه يُستعصى عليها المراجعة في تلك المطبوعات بعد أن دأبت على الاعتماد على خط يدها في المراجعة إلا أنه ليس بيدها حل آخر. وقد استاءت محدثتنا للأفعال التي يقوم بها بعض التلاميذ بسطوهم على محافظ زملائهم من أجل سرقة بعض الكراريس، وغالبا ما يكون هؤلاء من التلاميذ المتذبذبين الذين تعددت غياباتهم خلال كامل السنة ليقوموا بتلك الأفعال المشينة في حق زملائهم مع اقتراب الامتحانات. تلميذة أخرى قالت إنها أصبحت تتحلى بالكثير من الفطنة خلال هذه الأيام الأخيرة بعد أن عزم هؤلاء اللصوص على السطو على التلاميذ في ظل غفلتهم وسرقة كراريسهم لاسيما في أوقات الراحة، مما زرع الرعب في نفوس التلاميذ وحُرم عليهم النسيان لأن نسيان أحد الكراريس فوق الطاولة يعني توديعه إلى الأبد، بعد أن يقع ذلك الكنز الثمين في يد أحد المتربصين بالتلاميذ، وقالت إنها ولحسن حظها لم تتعرض إلى تلك الحوادث التي لم يسلم منها بعض أصدقائها الذين وجدوا أنفسهم يتسارعون إلى محلات التصوير من أجل تصوير الدروس بعد أن طالت تلك السرقات محافظهم ووقعوا ضحايا لمغامرات لصوص الكراريس. ذلك ما هو شائع في هذه الأيام الأخيرة التي تسبق موعد تلك الامتحانات المصيرية مما أدى إلى تسارع ضحايا تلك السرقات إلى تصوير دروسهم على شكل مطبوعات وزيادة المصاريف على كاهلهم، والسؤال المحير الذي يتبادر إلى الذهن هو كيف لهؤلاء الطلبة أن يحضروا للامتحانات بتلك الكراريس المسروقة ويطمحون إلى النجاح بعد أن تسببوا في إيذاء غيرهم من التلاميذ؟!