انتزع منتخب بوركينا فاسو تعادلا سلبيا ثمينا من المنتخب الإيفواري لكرة القدم أمس الاثنين على استاد "شيمانديلا" بمدينة كابيندا الأنغولية ، في افتتاح مباريات المجموعة الثانية. تقاسم الفريقان صدارة المجموعة برصيد نقطة واحدة لكل منهما ، متفوقين على المنتخب الغاني الذي ألغيت مباراته التي كانت مقررة أمس مع نظيره الطوغولي بعد انسحاب الاخير من البطولة عقب حادث الاعتداء على حافلته الجمعة الماضية ، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد البعثة. وأضفى التعادل في مباراة أامس مزيدا من الإثارة على هذه المجموعة ، خاصة وأن كل فريق صار لديه مباراة واحدة فقط أمام منتخب غانا وأصبح كل شيء ممكنا ، حيث يستطيع المنتخب البوركيني الذي كان مرشحا للخروج صفر اليدين من هذه المجموعة أن يفجر المفاجأة ويتأهل للدور الثاني (دور الثمانية) على حساب أي من المنتخبين ، الإيفواري أو الغاني. كانت مباراة الامس هي الثامنة عشرة بين الفريقين عبر التاريخ ، كما شهدت التعادل التاسع بينهما ، مقابل ثمانية انتصارات لكوت ديفوار وفوز وحيد لبوركينا فاسو. وثأر المنتخب البوركيني بهذا التعادل المفاجئ لهزيمتيه أمام كوت ديفوار صفر 5 و2 3 في التصفيات المؤهلة لهذه البطولة. ولم يقدم أفيال كوت ديفوار العرض المنتظر منهم في هذه المباراة التي أكدت أن الفريق يعاني بالفعل من غياب الأداء الجماعي وهو ما كانت أكدته بعض الانتقادات التي وجهت في الفترة الماضية لمدرب الفريق البوسني وحيد خليلودزيتش. وكانت تلك المباراة هي الوحيدة في هذه البطولة حتى الآن التي تنتهي بالتعادل السلبي رغم ارتفاع معدل التهديف في البطولة حتى الآن ، بثمانية أهداف في المباراة الافتتاحية السبت وثلاثة أهداف في مباراة مالاوي والجزائر. وفجرت هذه المباراة العديد من التساؤلات حول مهاجمي الفريقين، خاصة وأن الإيفواري ديدييه دروغبا من أبرز هدافي العالم حيث يتألق مع تشلسي الانجليزي منذ سنوات كما أن المهاجم البوركيني موموني داجانو هو هداف التصفيات المؤهلة للبطولة الحالية برصيد 12 هدفا في 12 مباراة. فرض المنتخب الإيفواري سيطرته على مجريات اللعب منذ الدقيقة الأولى وتسابق لاعبوه في إهدار الفرص السهلة ، في حين احتشد معظم لاعبي المنتخب البوركيني داخل منطقة جزائهم من أجل التصدي لمحاولات الأفيال. وشهدت الدقيقة الثانية أول فرصة خطيرة للأفيال ، حيث كان ديدييه دروجبا في طريقه لتسجيل هدف التقدم ، ولكنه تعرض للإعاقة من بول كوليبالي ، واشار الحكم باستمرار اللعب. وتسابق لاعبو كوت ديفوار ، بقيادة دروغبا وبكاري كونيه وجيرفينيو ، على إهدار الفرص تباعا أمام مرمى منتخب بوركينا فاسو حتى تخلى الأخير عن دفاعه وبدأ في مبادلة المنتخب الإيفواري الهجوم بعد عشر دقائق من السيطرة التامة لأفيال كوت ديفوار.ورغم ذلك ، ظل التفوق للمنتخب الإيفواري وأهدر مهاجمه الشاب جيرفينيو 22( عاما) أكثر من فرصة خطيرة. وتغاضى الحكم مجددا عن احتساب ضربة جزاء صحيحة لكوت ديفوار في الدقيقة 21 اثر عرقلة اللاعب إبراهيم جنامو للنجم الإيفواري إيمانويل إيبوي. وباغت إيبوي المنتخب البوركيني بتسديدة قوية من حدود منطقة الجزاء في الدقيقة 29 ولكنها مرت بجوار القائم على يمين الحارس البوركيني داوودا دياكيتي. ولم يتغير الأداء على مدار الدقائق التالية ، حيث ظل المنتخب الإيفواري الأكثر استحواذا على الكرة ، والأكثر هجوما ، ولكن دون هز الشباك. ووضحت الثقة الزائدة على لاعبي المنتخب الإيفواري مما أعطى المنتخب البوركيني الفرصة للصمود والتصدي لكل المحاولات الإيفوارية. وشهدت الدقيقة 43 أخطر فرصة للمنتخب الإيفواري اثر كرة طولية هيأها دروغبا بلمسة سحرية لزميله بكاري كونيه في مواجهة المرمى ، فسددها الأخير باتجاه المرمى لكن الحارس تصدى لها ببراعة وبرد فعل سريع رائع. ولم تسفر الدقائق المتبقية من الوقت الأصلي والوقت بدل الضائع لهذا الشوط عن جديد لينتهي نصف المباراة الاول بالتعادل ، السلبي على عكس المتوقع. وظل الأداء كما هو عليه مع بداية الشوط الثاني حيث واصل المنتخب الإيفواري إهدار الفرص. ولكن المنتخب البوركيني اكتسب الثقة بمرور الوقت وبدأ لاعبوه في البحث عن فرص حقيقية أمام المرمى الإيفواري بينما ساد الارتباك لاعبي كوت ديفوار خشية تعرضهم لمفاجأة جديدة بعد مفاجأة مالي أمام أنغولا ومفاجأة مالاوي أمام الجزائر. ولعب عبد القادر كيتا بدلا من بكاري كونيه غير الموفق في الدقيقة 69 على أمل تجديد دماء الفريق وتنشيط الهجوم ، بحثا عن هدف التقدم. وتوترت أعصاب لاعبي كوت ديفوار بمرور الوقت ، ونال يايا توريه إنذارا في الدقيقة 71 للخشونة. ورغم التغييرات التي أجراها مدربا الفريقين ، لم تسفر الدقائق الباقية من عمر اللقاء عن أهداف ، حيث ظل المنتخب الإيفواري على هجومه غير المجدي وحرص المنتخب البوركيني على إضاعة الوقت وتجميد اللعب بكل الوسائل لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي. دروغبا: حادث الطوغو أثر على تركيزنا أمام بوركينافاسو برر ديدييه دروغبا قائد كوت ديفوار تعادل فريقه السلبي مع بوركينا فاسو في افتتاح مباريات المجموعة الثانية من كأس أمم إفريقيا بفقدان التركيز بسبب حادث الطوغو. وقال هداف تشيلسي عقب البداية المحبطة للأفيال في بطولة (أنغولا 2010) إن ما حدث للطوغو من اعتداءات أثر على نفسية وتركيز فريق كوت ديفوار. وأوضح "كان من الصعب أن نضع تركيزنا في أرض الملعب، ما حدث لم يمر عليه فترة طويلة، فشلنا في نسيان ما حدث للطوغو". وأشار لاعب أوليمبيك مرسيليا الأسبق إلى أن الاسلوب الدفاعي لبوركينا ساهم في فشل كوت ديفوار في تحقيق بداية إيجابية. لكنه كذلك وعد بتصحيح الأوضاع مع المباراة الثانية في مواجهة غانا، مفيدا "علينا إدراك أن البطولة بدأت وسندخل الأجواء سريعا". ولم يخض منتخب غانا مباريات في تلك الجولة بعد انسحاب الطوغو، لتعرضها لاعتداء تسبب في وفاة ثلاثة من الفريق.