صورة لمدينة خميستي تيسمسيلت " بركات من الميزيرية ، كرهنا من الوعود ، لازم يرحل من عندنا " هي عبارات رددها مئات المواطنين القاطنين ببلدية خميستي بتيسمسيلت تزامنا مع تجمهرهم يوم أمس أمام مبنى مقر الدائرة أين طردوا رئيس هذه الأخيرة الذي حسبهم ساهمت قراراته الارتجالية واستعلائه في طرق و كيفيات محاورتهم واستقبالهم بالقدر الكافي في إقدامهم على صد أبواب الدائرة و إجباره على الرحيل منها وهو ما حدث بعد أن تمكن رئيس مكتب قسمة الأفلان بخميستي المحامي " ب ب " عن حركة التقويم والتأصيل والذي يحمل صفة العضوية بالمجلس الولائي من تحريره من قبضة المحتجين على متن سيارته التي لم تسلم من قذائف الحجارة التي قام بعض المتجمهرين بإطلاقها عليها . استيقظ صبيحة أمس الثلاثاء سكان خميستي على وقع وقفة احتجاجية شنّها مئات المواطنين معظمهم ينحدرون من الحي الشعبي " عين الحمرا " أمام مقر الدائرة طالبوا فيها برحيل رئيس الدائرة الذي قالوا أنه سبب ارتفاع منحنى تردي الوضع الاجتماعي و الخدماتي ببلديتهم على غرار العطش الذي ضرب أطنابه بالمنطقة التي لم يزر الماء حنفيات معظم سكانها منذ ما يزيد عن الشهرين إضافة الى انعدام التغطية الصحية في ظل الشغور الرهيب في مناصب ممتهني مهنة ملائكة الرحمن بأغلب المرافق الصحية الى جانب اهتراء الطرقات وانتشار المزابل الفوضوية وغياب غاز المدينة عن المجمع السكني عين الحمرا الذي يعد من اكبر الأحياء في البلدية على الرغم من عشرات الطلبات التي رفعها قاطنوا هدا الحي الشعبي لمسؤولي الدائرة والجهات المعنية لتزويدهم بهذا المورد ، كما طالب هؤلاء في معرض حديثهم ل " الشروق " التي انتقلت الى موقع الاحتجاج الجهات المسؤولة بالولاية بفتح تحقيقات في مدى التلاعب بقوائم السكنات الاجتماعية التي تم توزيعها مؤخرا والتي كشفوا أن الكثير من الوحدات تم بيعها فور استلامها في إشارة منهم الى عدم أحقية أصحابها من المحظوظين في الظفر بها مع إبداء رغبتهم في التحقيق في كيفيات إسناد عدد من المشاريع لحاشية رئيس الدائرة و معارفه ، وهي مجمل الاتهامات التي استعرضناها خلال لقائنا مع الأمين العام للدائرة الذي استقبلنا بمكتبه الا أنه رفض الخوض فيها من منطلق صلاحياته التي لا تسمح له بأي تصريح من هذا النوع ، هذا وقد منع المحتجون دخول المواطنين وخروج الموظفين من مقر الدائرة بعد غلقهم لأبوابها قبل نزول الرئيس " المغضوب عنه " في محاولة منه لتهدئة الوضع الا أن إصرار الغاضبين على رحيله و تنحيته من منصبه دفعه الى الاستنجاد بالمنتخب المذكور سلفا بعد أن امتطى سيارته وفرّ بصحبته هاربا باتجاه مقر أمن الدائرة تحت ضغط المواطنين بطريقة علّق عليها السكان أنها شبيهة بفرار الرئيس التونسي المخلوع " زين الهاربين بن علي " مبررين ذلك رفضهم بالمرة رهن بلديتهم لأشخاص لا شغل ولا مشغلة لهم سوى قضاء مصالحهم الشخصية ، ولم يشفع فرار رئيس الدائرة لإعادة فتح أبوابها من جديد بعد أن واصل المحتجون الى ما بعد الظهيرة تجمهرهم أمام مبناها مطالبين بحضور والي الولاية لإسماعه انشغالاتهم .