صورة للحمام تعد المحطة المعدنية سيدي سليمان الواقعة بدائرة برج بونعامة بتيسمسيلت من أحسن المواقع السياحية وطنيا نظرا لخصوصياتها المتميزة فقد كانت إلى زمن غير بعيد قبلة سياحية لا مثيل لها في المنطقة ، حيث تشهد المحطة إقبالا كبيرا من طرف العائلات من مختلف الولايات وحتى الأجانب ، غير أن هذه الإمكانيات لا تزال تحتاج إلى استغلال أفضل يعيد لمحطة الونشريس رونقها ، ويساهم بشكل كبير في فك العزلة عنها ، إذ بإمكان محطة سيدي سليمان المعدنية أن تساهم بشكل كبير في تفعيل حركة السياحة في المنطقة و الولاية على حد سواء . هذا المكان الجميل له من السحر ما لا يوصف فالطبيعة هي من جابت عليه بهذا البهاء ، فالمتجول بهذا الفضاء الساحر ينتابه إعجاب واندهاش وسط غابات من أشجار الصنوبر الحلبي و أشجار السرو وتنوع نباتي لا مثيل له في مناطق أخرى ، فضلا عن التنوع الجيولوجي فالسلسلة الجبلية للونشريس زادت المكان حسنا باحتوائها على قمة سيدي عمر التي تعد أشهق قمم المنطقة بعلو 1984 متر ، وهي من بين أعلى القمم في الوطن ، أما خصوصية المياه بالمحطة المعدنية فقد كشفت التحاليل التي أجرتها وزارة السياحة بالتنسيق مع مصالح الصحة أن لهذه المياه فوائد كبيرة للأشخاص الذين يعانون اضطرابات في الجهاز الهضمي وأمراض الأمعاء كما أنها تساهم بشكل كبير في القضاء على ألم المفاصل ، وحتى الذين يعانون من بعض الأمراض الجلدية كالقرع و الجرب فإن حمام الجرب كما يسميه أهل المنطقة هو المكان المفضل لهم ، و قد كشف بعض الخبراء الذين التقتهم النهار أن تركيبة المياه بالمحطة المعدنية تحتوي على عدة مكونات خاصة حيث يمثل السولفات بها 470 ملغ في اللتر و 994 ملغ من الكلور و 667 ملغ من الكالسيوم إضافة إلى البيكاربونات التي تمثل 286 ملغ في اللتر الواحد كما أن درجة حرارة المياه تبلغ من 4.1 درجة في فصل الشتاء وتتجاوز ال 34.5 درجة صيفا ، وقد أكد المختصون في هذا المجال أن خصوصيات المحطة المعدنية بسيدي سليمان لا يمكن أن نجدها في محطات أخرى عبر ولايات الوطن .غير أن كل هذه المعطيات تبقى رهينة التكفل الفعلي بهذا الكنز المهمل على مر عقود من الزمن فقطاع السياحة بسيدي سليمان يشهد ركودا كبيرا فباستثناء المحطة التي أنشئها أحد الخواص منذ 3 سنوات و التي تحتوي على بعض المرافق الهامة كقاعة للتدليك وغرف للاستحمام وفندق ، و بالموزاة مع ذلك لا تزال المحطة المعدنية العمومية تراوح مكانها حيث يبقى كل شيء بها تقليديا فالغرف التي أكل عليها الدهر لا تحفز على السياحة بتاتا نظرا لتدهورها الكبير بالإضافة إلى الحمام البلدي الذي أصبح الماء به باردا نتيجة جلب المياه بالماسورات و الصهاريج مما يفقده درجة حرارته الطبيعية ، إضافة إلى مخيم الشباب الذي أصبح استغلاله آنيا في فترات محددة ما أفقده مكانته إذ لا يستغل هذا الفضاء إلا خلال التظاهرات الشبانية دون مراعاة لجانب الصيانة الدورية ما جعله هيكل دون نشاط ، ويجمع العارفون بشؤون السياحة أنه من الضروري على السلطات المحلية فتح مجال الاستثمار للخواص من أجل فك العزلة السياحية عن المنطقة و الولاية . رابح بوغنة (جريدة النهار)