القرآن الكريم بالقدر الذي تعددت فيه الأساليب والمناهج الخاصة في حفظ وتدريس علوم القرآن الكريم إلا أن طلبة بعض الزوايا بولايات الوسط الغربي للبلاد لازالوا يستعملون "الخلوة" كمكان مفضل لذلك من بين الزوايا العتيقة المحافظة على مناهج وطرق التدريس، نجد زاوية سي أحمد بن سليمان يوسف عشرة الواقعة ببقعة القواري ببلدية الكريمية بولاية الشلف وبعض الزوايا بعين الدفلى فبالقرب من محيط الزاوية تشاهد بيوت صغيرة متراصّة لا يتعدى طولها مترا واحدا ولا يزيد عرضها عن مترين"، مصنوعة من بعض مواد البناء البسيطة كالأجر والطين والبلاستيك وغيرها من مواد البناء التقليدية التي من شأنها حماية أصحاب الخلوة من الأمطار ولفحات الشمس الحارقة·وحسب طالب القرآن (م· محمد) القادم من بلدية المخاطرية بولاية عين الدفلى "فإن الخلوة توفر أجواء للراحة والاطمئنان والسكينة للمقبل على حفظ القرآن الكريم" إلى جانب ذلك يضيف ذات المتحدث "فالانعزال عن العالم الخارجي لساعات طويلة يجعلك تحفظ وتكرر القرآن" و"تختصر بذلك الزمن في حفظه قصد التفرغ لبقية العلوم"·نفس الانطباع أبداه طالب قادم من ولاية تيسمسيلت "فالخلوة تجعلك منشغلا في قراءة القرآن فقط وذكر اللّه"·ويشير العديد من طلبة الزاوية إلى أنهم غير قاردين على توفير مواد البناء المكلفة جدا على حد تقديرهم نظرا لانعدام مداخيل تأهيلهم لشرائها وحسب أحد الطلبة فإن التكلفة الإجمالية لبناء الخلوة يصل إلى حدود 5 آلاف دينار، ورغم ذلك مايزال الأمل في تحقيق أمنية بناء "الخلوات" قائما لدى هؤلاء·يقول "عيسى ، محمد، علي"، وفي تقدير عبد المريم بن حمادة مدرس بالزاوية منذ سنة 2002، فرغم ما توفره الزاوية من إمكانيات وما تحوز عليه من بناء جاهز إلا أن جل المنشبين إلى زاوية بقعة القواري والمقدر عددهم حاليا بأزيد من أربعين طالب قرآن من شتى المناطق والولايات يفضلون بناء الخلوة لما لديها من فوائد أهمها الاستقرار النفسي وتوفير الأجواء المناسبة لحفظ القرآن في أشهر معدودة "ليضيف" فإن لقائي بطلبتي يكون عادة أثناء تأدية الصلوات الخمسة فقط أوفي الصباح الباكر لتحديد المهام وتقديم بعض التوجيهات العامة حول النظام الداخلي للزاوية أو علاقتهم بالمحيط الخارجي ليس إلا، فماعدا ذلك ينشغل الطلبة بحفظ القرآن في خلواتهم طول الوقت، من جهته ثمن رئيس اللجنة الدينية للزاوية السيد يوسف عيشرة محمد هذه الطريقة التي يرى ضرورة أن يكون التعليم وفق المناهج الحديثة المعتمدة مثل باقي المدارس والجامعات، وتعتزم اللجنة حسب ذات المتحدث بناء قاعات جديدة للتدريس مع اعتماد أساتذة مختصين في مجال "تدريس مواد علوم الدين بعدما حظيت اللجنة بموافقة عدد كبير من الأساتذة وأئمة المساجد"·