تحولت يوم أمس بلدية الازهرية غرب ولاية تيسمسيلت الى منطقة ساخنة لا لغة فيها سوى لغة النار والدخان المصحوبة بالاحتجاجات والغضب وقطع الطرقات وغلق المحلات وتحطيم واجهات بعض المؤسسات العمومية وتخريب عددا من محتويات وارشيف مكاتبها " مقر الدائرة " وذلك على خلفية انتفاضة السكان على انقطاع التيار الكهربائي الذي دخل يومه الثالث على التوالي وأدخل معه البلدية في مربع " الشونطاج والاحتجاج " وجعلها تسبح في ظلام دامس كان كافيا لإخراج المواطنين من ديارهم ونزولهم الى الشوارع لأجل إفراغ شحنات غضبهم وصبّها على بعض المسؤولين بداية من مصالح شركة سونلغاز التي حمّلوها مسؤولية استمرار انقطاع الكهرباء وفرضها عليهم الظلام نتيجة فشلها في اصلاح الأعطاب التي طالت محاور من الشبكة الكهربائية المؤدية للبدية وهي الاعطاب التي قالت عنها مصادر محلية في ظل غياب الرواية الرسمية التي لم نتمكن من الوصول اليها بفعل عدم تمكننا من الاتصال بأهل المسؤولية في مؤسسة الحال أنها تعود الى كون العطب الرئيسي متواجدا على مستوى احد الأعمدة الكهربائية بمنطقة مهجورة ومعروفة بوعورة مسالكها التي لم تقدر سيارات سونلغاز الوصول اليها بسبب سوء الأحوال الجوية ، وهي التبريرات التي اعتبرها الغاضبون هروبا من المسؤولية من جهة والاستخفاف بهم من ناحية ثانية ما جعلهم يقدمون ليلة الجمعة الى السبت على قطع الطريق الوطني رقم 19 الرابط ما بين ولايتي تيسمسيلت والشلف باستعمال الحجارة واضرام النيران في العجلات المطاطية التي غطت سحابة دخانها أرجاء المدينة الأمر الذي ساهم في شل الحركة المرورية قبل اجتياح شريحة شبانية غاضبة لمقر الدائرة الذي تعرض بابه الخارجي وبعض واجهاته الأمامية للرشق بالحجارة فيما نجح بعضهم في ولوج بعض المكاتب التي تم تخريب محتوياتها وتجهيزاتها وعلب أرشيفها على غرار أجهزة الإعلام الآلي بالكامل مع إضرام النار داخل ساحتها ، هذا وقد تواصلت الاحتجاجات نهار أمس بقطع الطريق المذكور سلفا الى جانب بعض المحاور والشرايين المتواجدة داخل الأحياء فيما دعا المحتجون الذين طالبوا بنزول والي الولاية لمحاورتهم دون سواه من المسؤولين المحليين أصحاب المحلات التجارية والمقاهي الى غلق " حوانيتهم " والامتناع عن العمل وهو ما استجاب له التجار ما عجّل باحتجاب الخدمة العمومية وقد تزامنت هذه الاحتجاجات مع تساقط الثلوج التي كانت كثافتها سببا بدورها في قطع وعزل العديد من الطرقات ، هذا وقد شهدت المنطقة إنزالا أمنيا غير مسبوق قادته مصالح الدرك الوطني التي طوّقت كل المنافذ والمخارج من دون وقوع مواجهات بينها وبين الغاضبين لحد الساعة " عصر يوم أمس "