غرقت العديد من بلديات الجهة الغربية للعاصمة، كما هو الحال بالنسبة لبلدية عين البنيان، الحمامات والرايس حميدو، وسط أعمدة الدخان وأكوام الزجاج والحجارة، صنعها شباب غاضب، صب شحنته على عدة مؤسسات، ولم تستطع الشرطة إنقاذها في الوقت المناسب، بسبب كثرة الحواجز في الطرقات التي تمت الاستعانة بأعمدة الكهرباء وركام الحجارة لإقامتها أعمدة الكهرباء تستعمل حواجز لعزل الشرطة وغياب تام لأي شعارات تعرضت، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، العديد من المرافق العمومية والخاصة في بلديات عين البنيان، الحمامات، الرايس حميدو وساحة الشهداء لأعمال تخريب وحرق وكسر، كانت نتيجتها شلل تام في حركة المرور، وفرصة ذهبية للصوص للاستيلاء والنهب والسطو على المحلات ومجوهرات النسوة والهواتف النقالة. ففي بلدية عين البنيان، انطلق سيناريو التخريب بين شابين من بائعي الهواتف النقالة، لكن سرعان ما تحول تبادل الشتائم إلى عراك بالأيدي، ثم توسع أكثر وأخذ طابع الاحتجاج وقوده شباب طائش ومتهور. كانت محطة النقل الحضري، أول نقطة لتدشين أعمال التخريب والكسر، حيث أقدموا على انتزاع جميع لافتاتها الاشهارية، حتى الشامخة في السماء، وصبوا جام غضبهم على نقاط الانتظار المغطاة بواجهات زجاجية، ما حول المحطة إلى ركام من الزجاج المكسور. ولم تشف تلك العمليات غليل هؤلاء الشباب، بل سارعوا إلى اقتلاع جميع كراسي المحطات، وهرعوا بعد ذلك نحو مقر بنك “بي أن بي باري با” ورشقوا واجهاته بالحجارة، وهشموها، مستعينين بمتاريس حديدية، ليقدموا بعد ذلك على اقتلاع البوابة الرئيسية واختراقه، بحثا عن الخزائن التي تحتوي على الأموال. ولم يمكن تواجد مركز الشرطة بمحاذاة البنك من إنقاذ الموقف، أو التقليل من حدة الخطر، الذي انتهى بإضرام النار بمدخل البنك، ورشق مركز الشرطة بالحجارة ومحاولة اقتحامه عنوة، ليتسلل هؤلاء اللصوص إلى المحلات التجارية والسوق البلدي بحثا عن فريسة. وقد استعان هؤلاء الشباب الغاضب بالعجلات المطاطية وحتى حاويات جمع القمامة في إضرام النار، وقد امتدت عمليات التكسير والتخريب إلى أغلبية أحياء البلدية، حيث وضعت الحجارة على مستوى جميع الطرق الفرعية، والطريق المؤدي إلى العاصمة، كما فجر المحتجون غضبهم باقتلاع أعمدة الكهرباء واستعمالها حواجز لمنع وصول سيارات الشرطة إليهم، ما جعل الشرطة تستعمل القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين، والحد من توسع رقعة التخريب وتطويقها قدر الإمكان. وقد اضطر أصحاب السيارات التي تركن بحظيرة السيارات إلى التسلح بالأسلحة البيضاء والمبيت داخل سياراتهم، خوفا من أن تطالها عمليات التخريب. نفس سيناريو التخريب شهدتها بلدية الحمامات، حيث تعرضت وحدة “رونو”، المتواجدة بمحاذاة الطريق المؤدي إلى وسط العاصمة لعمليات كسر وتخريب وسرقة حواسيبها، فضلا عن اقتلاع وكسر جميع أجهزة الهاتف “حرية” للمتعامل “نجمة”. ولم تسلم وحدة الضرائب المتواجدة ببلدية الرايس حميدو هي الأخرى من أعمال الشغب هذه، حيث تم حرق أرشيفها وكسر حواسيبها، بالإضافة إلى تضرر العديد من واجهات المحلات والسيارات التي كانت على مستوى المحور السابق ذكره، كما سجل الغياب التام لأي شعارات أو لافتات، ما أعطى انطباعا واضحا أن التأطير السياسي كان مغيبا تماما. وقد استعد تجار السوق المغطى بساحة الشهداء لمواجهة هؤلاء المحتجين، وقطع الطريق أمام أية عملية سطو، حيث عبأوا قارورات المياه المعدنية بمادة حمضية مركزة “لاسيد” استعدادا للدفاع عن سلعهم وحماية مصالحهم. وقد قام أعوان النظافة منذ الساعات المبكرة لنهار أمس بكنس وتنظيف الأماكن التي مسها التخريب، كما انتشرت قوات الأمن لمنع تكرار تلك الأعمال والحد من الخسائر قدر الإمكان.