المدينة هي تدفق الإمكانات الاقتصادية و الاجتماعية و تفاعلها بعد مسح الخبرات البشرية مع جملة النشاطات المهنية العاملة في الوسط الاجتماعي،بهدف إنشاء ديناميكية حضارية يقودها التحكم في التوازنات الكبرى ، فهي تعاش في الفضاء العمومي و ليس في البيت ،تستدعي تكوين مختصين لخدمته و توظيف العبقريات و الكفاءات المتاحة باعتبار الخدمة العمومية تقدر الخدمة المدنية و تستنجد بحكمتها غالبا.إن لم نصنع اليوم مدينة تلتهمنا تناقضاتها مستقبلا ، فهي وعاء الحياة فلا تزرعه ألغاما و الفضاءات المتوفرة لها قيم سوقية بمقدورها تمديد مساحة الفضاءات الحيوية ، يجب التحكم في السوق العقارية في إطار خصوصيات المدينة ، فالتعمير إستراتيجية مدنية دون إهمال القيم الرمزية ففكر التجارة الحديث يجتهد اليوم للتخلص من ثقافة الموارد التي تقودها براميل النفط و تنافسها أكياس الاسمنت لصناعة مدن نموذجية قابلة للتصدير الأسلوب الحديث في أداء أنماط الخدمة العمومية لا يعتمد فقط مهمة الأداء ، بل يحاول تجاوزها و إدراك مهمة انتاج المهام ، و فقه الإدارة الحديث يقرب هذه الفكرة من النشاط الميداني و يخلص الساحة من الاجتهادات الضيقة كرد فعل على مطالب المجهود الاجتماعي الحاصل في الوسط المهني.الجيل الثاني من المخطط الخماسي للتنمية بين شفتي الحدث التنموي و في واجهة السيولة الإعلامية ، نرتقب انتشار أعراضه على بنى مدننا التحتية و الفوقية نظرا لضخامة أرصدته يضاف إلى خزانه الوقود المتبقي من محطات خماسي (2005-2009) الذي نفذ عمره التنفيذي و حل عمر ثان يحدد مستويات السرعة الكامنة في علبته التي تستدعي رعاية ما سبق و تثبيت أقدام التنمية المستدامة.السيناريو الحاصل في صناعة مدننا شوشه المنتوج الخام للمدن الرائدة في الحداثة الحضارية ، الذي لم تمسحه هندستها المحلية فأضحت شوارعها تضخ احتجاجا و غضبا بفعل تنامي ظاهرة المطالب و التراجع الرهيب لصناعة المهام ، فأوحل فكرها في إنشاء بطاقات فنية لمشاريع كرتونية منعزلة تماما عن الاتجاهات الاقتصادية الحديثة التي تعتمد مقياس الملاءمة و التحجج دوما بأسباب الفشل بدل توطين الفرص بعنوان سنوات النشاط هو ردم مسبق لعضوية أي برنامج تنموي حاصل في جغرافية معينة ، فالتحصيل يكون تحصيل موارد منتجة لا ذهنية اتكال ظرفية لا داعي للاكتراث من مصائبها.المدينة تتوفر على مقاييس بشرية و مادية تؤهلها لإنتاج المهام بتفعيل العمل الجواري بكل مشتقاته السلوكية ، كجيب تهذيبي للحركة المطلبية التي أضحت تحاصر النشاط العمومي بالتقصير و تفاجئه دوريا بحركات احتجاجية غير مؤطرة تأتي على الأخضر و اليابس ، فلنقحم عضوية الأداء الجمعوي في التفاعلات المحلية بهدف تعليب انشغالات الوسط الاجتماعي خلاف تقديم إسعافات أولية تنزف غلظة و قسوة غالبا ما تتحرش بجراحنا فتطعمها نارا و حطبا .ألمح إلى استغلال ثلاثية مهملة تتوفر على قابلية الانتاج أراها من بوادر انفتاح الحوار المحلي و تجاذب معطياته المتوفرة.- هيكلة نظام الأحياء و توجيه طاقاته لخدمة الأحياء.- انشاء اتحادات أحياء تتوفر على منظومة بشرية صادقة تمهيدا لتفعيل العمل الجواري.- إشراك الأحياء في الفعاليات المحلية