ذكر الدكتور "لوط بوناطيرو" الخبير الجيوفيزيائي في علم الفلك في حوار مع "صوت الجلفة" بأن الدافع لترشحه لرئاسيات 2014 للمرة الثانية على التوالي هو سبر الآراء الذي حضي به في جريدة الكترونية خلال انتخابات 2009، حاز فيها على المرتبة الثانية بعد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. صوت الجلفة: ما الذي دفعك لاتخاذ قرار الترشح لرئاسيات 2014؟ لوط بوناطيرو: ترشحت للرئاسيات للمرة الثانية على التوالي باعتبار أنني أملك تاريخ سياسي منذ السبعينات، كما تلقيت عدة مهام في الحزب العتيد "الأفلان"، قمت بإنجازات واختراعات في المجال السياسي، حيث كنت أول من اقترح مجلس العلمي في السياسة على مستوى العالم، وكان ذلك سنة 2005، الذي عرضت فكرته داخل الأفلان بهدف إنشاء هيئة علمية استشارية تساهم في بلورة القرارات السياسية والمشاكل العالقة داخل المجتمع من خلال خلق مبدأ الشراكة السياسية الحقيقية تحت ظل الحكم الراشد، كما أني أملك شعبية كبيرة مع المواطنين كوني ألفت الاحتكاك مع المجتمع في مختلف المسائل التي تهمه سيما في البحث العلمي. هل أنتم قادرون على استيفاء شروط الترشح لرئاسيات 2014 سيما التوقيعات، علما أنكم لم تحصلوا عليها في انتخابات 2009؟ صحيح أننا عجزنا أن نجلب أكبر قدر من التوقيعات التي كان عددها 75 ألف توقيع آنذاك والتي تراجع عددها حاليا إلى 65 ألف توقيع لكن هذه المرة حضرنا أنفسنا لاجتياز هذا الشرط خاصة وأننا استفدنا من تجربتنا السابقة أين واجهتنا عدة عراقيل آنذاك، كما أنني والفريق الذي يعمل معي درسنا خطة العمل التي سنتبعها خلال حملتنا الرئاسية خاصة، حتى نتمكن من كسب حظوظ أكبر في خوض التجربة من جديد ونيل مبتغانا في أحسن الظروف. كيف ستكون طبيعة ترشحك هذه المرة؟ ترشحي هذه المرة لا يختلف عن سابقتها "مرشح حر" خاصة في ظل الاضطرابات التي يشهدها الحزب بعد الانقسامات والصراعات التي عصفت باستقراره. ما هي ركائز برنامجك الرئاسي؟ في حقيقة الأمر إن برنامجي الرئاسي درس خطوة بخطوة تحت شعار "العلم- العمل والأمن" وينقسم إلى ثلاث محاور أساسية. المحور الأول: إدخال مجلس علمي في هرم الحكم انطلاقا من الرئاسة إلى البلدية عملا على بلورة قرارات سياسية حكيمة المراد منها اقتراح أفكار من شأنها أن تقدم حلول لمشاكل المجتمع المدني. المحور الثاني: إنعاش الاقتصاد الوطني بالطرق العلمية المعترف بها دوليا، والاعتماد على المبدعين والقدرات المحلية. المحور الثالث: استكمال مسار عملية الصلح بين الجزائريين المنتهجة من طرف السلف الصالح، وذلك باستكمال برنامج المصالحة الوطنية، واستحداث مسار جديد المتمثل في بلورة برنامج وقانون العفو العام. علما أن الجزائر تتجه حاليا إلى الأحسن بعد أن اجتزنا محنة كبيرة، حيث توجد اليوم في مرحلة البحث عن استقرار سياسي واجتماعي الذي تبنت رسم خطاه الآراء السديدة التي غالبا ما تكون في يد النخبة من علماء ومثقفين، إلى جانب تكريس مفهوم الحكم الراشد ومفهوم التنمية المستدامة، وتجسيد الإدارة الرقمية، كما حان الوقت لتطوير مبدأ التعامل مع المواطن واحترام آرائه. قمتم مؤخرا بإيداع ملف أبديت من خلاله نية للترشح كأمين عام للأفلان وأنت شخصية غير بارزة في الحزب العتيد؟ حدث ذلك قبل شهرين، لدي تأييد كبير في الحزب العتيد "الأفلان" كما أسندت إلي مختلف المهام خلال مسيرتي التي دامت حوالي أربعة عقود من الزمن، خاصة وأنه من منظور الداخلي للحزب أنا مناضل وفي للحزب. كيف كانت ردة الفعل لتجديد فكرة الترشح للرئاسيات؟ بصراحة لقيت نية ترشحي لقيادة الأفلان تأييد وتقبل كبير للعرض الذي قدمته، لكن للأسف لم تسنح الفرصة للقائمين على شؤون الحزب للفصل في طلبات الترشح لهذا المنصب خاصة وأن الحزب يعاني اضطرابات كثيرة منذ تنحي بلخادم عن منصبه، وإذا بقي الحال عن حاله سنضطر للرجوع للقاعدة لاختيار أمين عام جديد، يحدث هذا باختيار مناضلي في كل المكاتب المتواجدة عبر التراب الوطني بعد عقد مؤتمر استثنائي وأنا من مؤيدي الفكرة لأنها أكثر ديمقراطية واحترام لحرية الحزب. هل سيخدم نجاحكم في علم الفلك شعبيتكم في نيل كرسي الرئاسة؟ بالنسبة لي العالم لا يكون منحصر في منصب أو مركز ما، كما أن رصيد مسيرتي العملية والعلمية ليس محصور في علم الفلك فقط فأنا أعنى بالفلك، البيئة، الأحوال الجوية، الشبكة العنكبوتية للطرقات إلى جانب السياسة، شعبيتي تتجاوز علم الفلك، كسبت لقب "العالم" من المحيط الذي أعيش فيه، بفضل احتكاكي الدائم بمن حولي كما أن رصيد أعمالي التي تجاوزت القطر الوطني ساهم في ذلك من بينها اختراع أكبر ساعة في العالم مطابقة للساعة الكونية للحرم المكي بالسعودية، لقب "العالم" لم تمنحني إياه الجامعة التي درست فيها بعد تخرجي بل اكتسبته من الخدمات التي قدمتها خلال مسيرتي العلمية والعملية. هل تعتقدون أن انتخابات 2014 ستكون نزيهة وشفافية؟ الانتخابات الرئاسية 2014 ستكون أكثر شفافية وديمقراطية بغياب المنافس الرئيسي والذي يمثل شخص عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الحالي الذي نتمنى له الشفاء العاجل، كما أن غيابه سيمنح فرصة لجعل المنافسة أكثر حظا بين المترشحين حتى لو كان عددهم كبير، كون عبد العزيز بوتفليقة يملك تاريخ حافل لعب فيه أدوار مهمة تبقى شاهدة عليه ورشحته للبروز بامتياز، لكن أعتقد أنه حان الوقت أن نستلم المشعل رغم أنه جاء في وقت متأخر، كما يجب أن نسرع حتى نتمكن من تسليمه للجيل الصاعد الذي سيرعى شؤون البلاد من بعدنا.