سادت بولاية الجلفة أجواءٌ من الفرحة والبهجة وإحياء الطقوس الشعبية في ذبح الأضحية والتآزر وصلة الرحم ما بين العائلات الجلفاوية الذين احتفلوا أمس الجمعة على غرار باقي ولايات الوطن بعيد الأضحى المبارك ومعالم الفرحة ترتسم في وجوه الكبار والصغار. وقد توجه المواطنون إلى المساجد لأداء صلاة العيد التي امتلأت بدورها عن آخرها بالمصلين الذين جاؤوا بكثرة لتأدية الصلاة والاستماع إلى خطبتي العيد، ليتوجهوا بعد ذلك إلى بيوتهم لنحر أضحية العيد لمن تسنى له ذلك اقتداء بسنة أبينا إبراهيم الخليل عليه السلام. واستقبلت العائلات الجلفاوية هذه المناسبة بشراء أضحية ولوازم النحر، أين أشار أحد المواطنين في تصريحه ل"صوت الجلفة" أنه رغم غلاء الكباش هذه السنة إلاّ أنّ هذا لم يمنعه من شراء أضحية صغيرة يتماشى سعرها حسب دخله البسيط، وهذا تيمنا بسيدنا إبراهيم الذي أوشك أن يذبح ابنه إسماعيل تلبية لطلب الله والذي افتدى إسماعيل بكبش ذبح لوجه الله، إضافة إلى شراء ملابس جديدة للأطفال والصيام في الأيام الأولى من هذا الشهر أو يوم عرفة للتقرب من الله تعالى، في الوقت الذي يكون فيه الحجّاج يؤدون فريضة الحج في البقاع المقدسة. وقد تزينت من خلالها الأجواء العائلية أيضا بتبادل الزيارات بهذه المناسبة التي حثّ فيها أئمة المساجد في خطبة العيد على "صلة الرحم التي تعتبر واجب كبير وقطعها في هذا اليوم على غرار باقي الأيام منكر"، وفيما فضل الكثيرون زيارة المقابر للترحم على أرواح ذويهم أحيت العديد من العائلات الجلفاوية عيد الأضحى في كنف جو جماعي وإعداد طبق "الكسكسي" الذي يعد أول طبق يتناوله الجلفاويون في غذاء أول أيام العيد بمشاركة الأبناء والأحفاد والجيران. ومن عادات الجلفاويين فيما يخص عملية ذبح الأضحية تقطيعها إلى قطع يحتفظ ببعضها وتوزع جلها على الأهل وعلى الفقراء والمساكين، حيث بعد الانتهاء من عملية ذبح وسلخ الأضحية تبدأ مهمة النساء في شوط رأس الكبش وغسل الكرشة والأمعاء، لتحضيرها للعشاء سواء أكلة البوزلوف أم الدوارة، وتختلف طرق طهيها من منطقة إلى أخرى، أما أغلبية الأطفال فيأكلون الكبد، وفي اليوم الثاني عندما يجف اللحم يتم تقطيعه إلى قطع ويستعمل بعضه للقلي والشواء وأطراف يتم تخصيصها للصدقة على الفقراء أما البقية فتوضع في الثلاجة.