ذكرتني مبادرة وزارة التضامن بتخزين الطعام والأغطية والأفرشة لفصل الشتاء، بقصة النملة والصرصور التي كنا نسمعها في الصغر، حيث كانت هناك صداقة بين نملة نشيطة وصرصور كسول، وكانت النملة تعمل وتجمع الطعام وتخزنه للشتاء، وكان الصرصور يقضي يومه في اللهو واللعب ولا يعمل أبدا، وفي أحد الأيام تغير الجو وبرد الطقس، لم يجد الصرصور ما يأكله، فذهب مسرعا إلى بيت النملة يطلب الطعام، لكن النملة أعطت له درسا قاسيا قبل أن تناوله القليل من الأكل. وزارة التضامن الوطني، ترى أن الحل البديل لقضاء شتاء هادئ هو تخزين الأكل، فراحت تجمع الطعام والأفرشة والأغطية مثل النملة وتخزنها لفصل الشتاء تحسبا لأي اضطرابات جوية. وإذا شعر المواطن بالجوع مثل الصرصور يذهب إلى الحكومة ليطلب منها الأكل لكن الحكومة لا تعاتب المواطن مثلما عاتبت النملة الصرصور، لأن النملة نشيطة ومن حقها أن تعاتب صديقها الصرصور وتنام في الشتاء. لكن ما لا أفهمه هو لماذا تصرفت الحكومة على طريقة النملة؟ هل الحكومة مثل النملة حتى تخزن الطعام لفصل الشتاء؟ وهل تحول المواطن إلى صرصور حتى يخزن له الطعام؟ الغريب في الأمر أن الحكومة أرادت أن تواجه الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل التي تؤدي إلى انهيار المنازل و حصد الأرواح وتشريد العائلات بتخزين لعلب السردين والمعكرونة وكأنه لا بديل عن ذلك! أيتها الحكومة يجب أن تعلمي بأن الجزائريين جميعا لا يريدون أن تكوني "مثل النملة ولا هم كالصراصير" إنما يأملون في حكومة ذكية ترسم خططا علمية وتستشرف المستقبل، لها أهداف وبرامج كبيرة تقود إلى بناء دولة قوية ومتقدمة، ويريدون تنمية حقيقية يلمسونها، وحياة كريمة يعيشونها وذلك لا يتحقق بالأفكار العشوائية. اللهم أحفظ بلادنا من الكوارث الطبيعية، فالأمطار والثلوج، التي من المفترض أن نبتهج لسقوطها أصبحت خطر علينا.