وجدت العبارة التالية على ظهر قارورة ماء جافيل (Bref) "إذا تم الابتلاع، لا تجبري المصاب على التقيؤ، الذهاب مباشرة إلى الطبيب" و في نفس الورقة ترجمة العبارة السابقة إلى الفرنسية : “En cas d'ingestion, ne pas faire vomir, consulter un médecin et lui montrer l'emballage ou l'étiquette ». طبعا لقد لاحظتم العبارة الزائدة في الترجمة الفرنسية "الذهاب إلى الطبيب مصحوبا بالقارورة أو بيان المعلومات الملصق على ظهر القارورة " و هي عبارة مهمة جدا لأنها سوف تساعد الطبيب على معرفة الطبيعة الكيميائية للمادة التي ابتلعها الضحية و بالتالي التقرير حول نوعية التدخل الطبي بناء على نوعية المادة المبتلعة ...و لا أدري هنا من يملك صلاحية مراقبة البيانات الصحية على ظهر المنتجات: مديرية الصحة أم مديرية التجارة ، المهم هو لابد من تصحيح الخطأ و إيفاء القراء المعربين بحقهم في المعلومة الصحية حتى يكون رد فعلهم صحيحا بعد وقوع الحادث لا قدر الله و لما لا تبادر مثلا مديرية التجارة بالجلفة إلى مراسلة الشركة المنتجة لماء الجافيل حول هذا التقصير في الترجمة العربية إن كانت هي المسؤولة عن صحة و سلامة المستهلك ... و الذي فضل في هذه الحالة استهلاك مادة الجافيل؟؟ عاتبني الأخ الفاضل بلقاسم مسعودي على عدم ذكري لاسم الشيخ العلامة "عطية مسعودي" كاملا عندما قلت "حي مسعودي" في إحدى مساهماتي و ربما العتاب يوجه أيضا إلى من قصروا في حق الكتابة حول مآثر الشيخ الراحل مفخرة الجلفة ... و بالنسبة لي فإنني دوما أتراجع عن الكتابة عنه كلما فكرت في ذلك و لا أجرؤ على التقدم في هذا السبيل قيد أنملة، لأنني أشعر بأنني لن أوفي الشيخ قدره بل و سأكون حتما مقصرا حول ذكر مآثر شيخنا. و لعله من نافلة القول أنه ليس لكل من هب و دب -مثلي تماما - الكتابة عن مآثر الشيخ النحرير "عطية مسعودي" فقط عندما يعرف أنه بعد مرور 14 قرنا حول حديث النبي صلى الله عليه و سلم "الرؤيا الصالحة جزء من ست و أربعين علامة من علامات النبوة" فان الوحيد الذي فسر المعادلة 1/46 هو العلامة عطية مسعودي و كان تفسيره لذلك هو الأقرب إلى الصواب إن لم يكن هو الأصوب و هذا بناءا على المعادلة 6 أشهر/ 13 سنة حيث تمثل الأشهر الستة الفترة التي مكث فيها النبي صلى الله عليه و سلم في غراء حراء و كانت رؤياه تأتي فيها مثل فلق الصبح مثلما روت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها في حين تمثل ال 13 سنة فترة الدعوة السرية طيلة مكوثه بمكة المكرمة قبل هجرته صلى الله عليه و سلم إلى المدينةالمنورة "يثرب"، و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن العلامة عطية مسعودي رحمه الله كان بحق قد جمع البديهة و الذكاء (1/46 = 0.5/13) و قوة الاستنتاج و التحليل فضلا عن تحصيله العلمي و اللغوي ... ثم بعد ذلك هل يمكن لأي كان - كالذي يتخذ من البادية اسما له - أن يتناول القلم و يكتب عن شيخنا الفاضل؟ هذان مصطلحان نبه الكثير إلى خطرهما و ها أنذا أعيد التذكير بذلك و أدعو الله لي و لكم أن لا نغفل عن ذلك: الثورة و نيل الاستقلال ... فكلمة الثورة تعني في مضمونها أن الأمور كانت مستقرة و يطبعها الرضا و الود مع مستدمر الأمس ثم انقلبت الأمور على حين غرة ، و هذا خطأ لأن الجزائريين طيلة 132 سنة لم يركنوا و لما يخنعوا و لنقل بدل الثورة كلمة "الحرب" و التي تعني استمرارية النضال منذ 1830 إلى غاية 1962 و عدم خمود جذوة التحرر في أفئدة أجدادنا حتى استرداد الاستقلال "الجغرافي" و ليس نيله .
النملة و الصرصور ... من منا لا يعرف هاته القصة التي لطالما كان يقرؤها علينا المعلم(1) في مرحلة التعليم الابتدائي و هذا استجلابا للموعظة من قصة الصرصور الذي كان يقضي فصل الصيف بأكمله حاملا الكمان ، يغني و يرقص غير مبال بما هو آت و غير عابئ بنصيحة النملة التي دعته إلى العمل من أجل ادخار مؤونة الشتاء ... وعند حلول فصل الشتاء و خواء بيت الصرصور من الغذاء يخرج هذا الأخير من جحره في إحدى الليالي باحثا عن الطعام عند الحشرات، و لكن نهايته كانت تراجيدية عندما هبت عاصفة هوجاء متبوعة بأمطار غزيرة منعه الجوع من مقاومتها فكان أن جرفته السيول معها إلى البحر ليصير "البوبزيز" المسكين طعاما سائغا للأسماك ... تذكرت هاته القصة و أنا أقرء يوميا عن هاته المهرجانات الصيفية "الكازيف، تيمقاد، جميلة، الموسيقى الحالية، العيساوة، الرقص الإفريقي،..." و قائمة طويلة من المهرجانات الدولية و الوطنية و المحلية ليحل علينا فصل الشتاء و نحن كالعادة نستورد الدواء و الحليب و القمح و السيارات و مختلف الأجهزة و الألبسة و حتى أولئك الذين يجرون لساعتين وراء الجلد المنفوخ ... مغرورين ببترولنا و غازنا الذين لم نبذل أي جهد في صنعهما أو في استغلالهما في صناعة وطنية... ترى كيف سيكون الحال لو لم يكن هناك نفط أو يصبح الغاز و البترول غورا فلا نستطيع لهما طلبا... الأكيد أنه ليس أفضل من حال البوبزيز؟ (*) facebook: Nomad-Of Tastara