استرجاع النفايات المنزلية والشبه منزلية مشروع نموذجي في إطار تفعيل البرنامج الوطني للتسيير المتكامل للنفايات الحضرية سطر من طرف وزارة تهيئة الإقليم والبيئة لتثمين النفايات الحضرية الصلبة. وتم اختيار مدينة الجلفة كمدينة نموذجية مع أربع مدن أخرى على سبيل الذكر سطاوالي، عنابة، غرداية وتلمسان من أجل إنشاء نظام تسيير عقلاني وايكولوجي للنفايات الحضرية تحت إدارة السيدة بوهالي ليلى التي كافحت لتأسيس وترسيخ الفكرة من الجانب النظري إلى الميداني خلال 2008 رفقة 10 من عمال النظافة في إطار الشبكة الاجتماعية وآلة ضاغطة يدوية منحت من طرف شركة "Papirec". هكذا بدأ المشروع في مرحلته الأولى التي تتمثل في استرجاع النفايات عن طريق الجمع من مختلف الشوارع وأمام كل المحلات والمؤسسات التي تستخدم الأوراق منها المدارس والمطابع والمؤسسات العمومية أين تم تقبل الوضع بعد صعوبات كبيرة واجهت العمال في بادئ الأمر حسب السيد "بن عطية" أحد العمال بالمشروع خاصة أثناء الفرز الذي تابعنا جزءا منه أثناء تواجدنا بمقر استرجاع النفايات على مستوى حظيرة البلدية في المنطقة الصناعية في ظروف قاسية جدا خاصة ونحن في الشتاء وبرودة الطقس إلا أن هذا لم يمنعهم من العمل الجماعي رغم أن فيهم من به مرض كمثال عمي "بلقاسم" الذي يعاني من مرض الكلى بسبب برودة الطقس وكدمات على مستوى الظهر ومنهم من زاد به الكبر، كل في عمله من الفرز إلى التحويل إلى كومات عبر الآلة اليدوية التي تتحدى معهم الوقت وتتقاسم معهم الجهد في انتظار شاحنة التحميل إلى شركة "Papirec" إذ يبلغ إنتاج المشروع من 08 إلى 10 طن في الشهر من النفايات الورقية والكرتونية. سر النجاح كان دائما إيمان السيدة بوهالي صاحبة المشروع وطاقم عمالها وجهودهم من أجل إنجاح مشروعهم الذي تبنوه رغم الصعاب البيروقراطية منذ بدايته خاصة بدون إمكانيات التي لم ينتظروا أن توافيهم بها السلطة الوصية على المشروع يدعمهم من أجل المواصلة، حيث أنه تم تأسيس المشروع كمصلحة في المؤسسة البلدية لتهيئة وتزيين الفضاءات العمومية "Tazfa" في 2013 أي بعد خمسة سنوات من النضال. وهذا يعتبر جزءا من المشروع ولا يكفي لأن استرجاع النفايات المنزلية أو شبه المنزلية يحتاج إلى إمكانيات وآليات كبيرة لتسريع وتخفيف من مهام العمال خاصة الفرز والضغط وشاحنات التحميل لإنجاح ذلك. عمال المشروع لازالوا متعاقدين رغم انضمامهم إلى مؤسسة البلدية لتهيئة وتزيين الفضاءات العمومية "Tazfa" وتسوية وضعيتهم وهو ما لا يضمن لهم ديمومة العمل إذ أنه يمكن الاستغناء عنهم في أي وقت وهذا ما تخوف منه العمال وما أشارت إليه صاحبة المشروع ليلى بوهالي وطالبت به أمام الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته لولاية الجلفة لأنهم فعلا يقفون بالمشروع ويحرصون على إنجاحه ويسعون إلى التوسع في الفكرة لتبنيهم إياها مهما كلفهم الأمر.