عقدت جمعية شباب البيئة صبيحة يومه السبت بدار الشباب حي الظل الجميل بالجلفة يوما دراسيا حول التسيير المستدام للنفايات المنزلية و ذلك تحت شعار " إن الأرض لم نرثها من الأجداد و إنما استعرناها من الأحفاد ، فيجب المحافظة عليها و إعادتها للأجيال القادمة سليمة و معافاة "...وقد شمل اليوم الدراسي مجموعة من المداخلات قدمها كل من الأساتذة "بوجمعة ساهل" و "عزوز محمد"، و ممثل مؤسسة TAZFA السيد "خالدي جمال" ، إلى جانب مداخلة مدير البيئة بولاية الجلفة السيد "برمان محي الدين" و بحضور ممثل رئيس بلدية الجلفة السيد "جواف محمد". و في تصريح خاص ل"الجلفة إنفو" أكد رئيس الجمعية السيد "شريط زكريا" أن الجمعية تسعى بشكل كبير إلى معالجة القضايا البيئية في جميع الأوساط خاصة النشأ من خلال الدور التحسيسي الذي تقوم به رغم العمر القصير الذي تبلغه الجمعية حيث تأسست في 29 من جويلية 2012 و تم تنصيب حوالي 7 مكاتب عبر 7 دوائر في ظرف قياسي، مضيفا أن الجمعية ستأخذ بعين الاعتبار التجربة الألمانية التي تستثمر و تثمّن النفايات، مؤكدا خلال كلمته الافتتاحية التي ألقاها أن الجمعية تحاول جاهدة أن تساهم في تعزيز نشر الوعي و الثقافة البيئية للحفاظ على الثروات الطبيعية . و أشاد رئيس اللجنة العلمية الأستاذ "محمد عزوز" في مداخلته بدور الجمعية المهم و بما تقوم به رغم حداثتها، مؤكدا على أن موضوع البيئة هو مسؤولية الجميع، معرفاً بأن مصطلح البيئة لا يقصد به النفايات المنزلية فقط بل هي جزء منها، إلا أن وعي الاهتمام بها مازال ناقصا بالمجتمعات، حيث أن محددات تطور أي دولة بالإضافة للعنصرين الاقتصادي و الاجتماعي، هو العامل البيئي الذي أصبح جزءا من هاته المقومات، مبرزا ضرورة استعادة الثورة الطبيعية و استغلال الطاقة الشمسية كما هو معمول به في الدول الأوروبية . و عرّف المداخل الأستاذ "ساهل بوجمعة" مصطلح البيئة بأنها نظام دقيق، معقد ، و حساس أيضا ، فقد أكد أن التلوث الذي يحدث في الطبيعة اليوم يؤدي إلى الإزعاج من خلال النظر إليه و ما تسببه من مناظر تسيئ للطبيعة، و إزعاج من خلال الروائح التي تنبعث منها ما يؤدي ذلك إلى انتشار العديد من الأمراض التي تنجم عن التلوث، مؤكدا أنه كلما زادت تجمعات الإنسان و التوسع العمراني الذي يعرفه المجتمع زاد التلوث البيئي، كما حرص المتدخل على ضرورة التقارب بين الجانب العلمي و الأكاديمي لحل مشاكل البيئة بالإضافة إلى وضع مخطط لتسيير النفايات يكمن في جمعها و طرق معالجتها . من جانبه، قدّم ممثل مؤسسة البلدية لتهيئة وتزيين الفضاءات العمومية TAZFA السيد "خالدي جمال" مداخلة أوضح فيها العمل الذي تقوم به المؤسسة التي تعتبر ذات طابع صناعي و تجاري حيث تحتوي على 250 عامل و حوالي 40 إطارا بالإضافة إلى العديد من الفرق الموكلة إليها مهام نقل القمامة و الكنس و تطوير المساحات الخضراء حيث تغطي حوالي 60 بالمئة من النسيج العمراني متمثلة في 25 حي رئيسي ، كذلك فان المؤسسة عملت على تغطية الإنارة العمومية بولاية الجلفة بنسبة 100 بالمئة... و في البيان الختامي الذي تلاه السيد "محمد رقيق" نائب رئيس الجمعية، فقد طرح أهم التوصيات التي خرج بها اليوم الدراسي كان من أهمها تشجيع التظاهرات التحسيسية الخاصة بمواضيع البيئة و فتح أرضيات تواصل بين الجمعيات و إعطاء أهمية للدراسات المتعلقة بتسيير النفايات مع وضع الحلول الخاصة بمراكز الردم التقني و النظر في إمكانيات استغلال الغاز البيولوجي للمفرغات ، وكذا ضرورة وضع القوانين و القرارات و العقوبات كرادع قانوني في حال التجاوزات . كلما زاد تجاوز صلاحية المبيدات حسب المختصين كلما زاد تركيزها ! مدير البيئة "برمان محي الدين" يكشف عن مشاريع تمت وأخرى في الأفق و يؤكد " هناك لجنة تتابع موضوع مبيدات تعظميت " كشفت مداخلة السيد مدير البيئة "برمان محي الدين" في اليوم الدراسي الذي نظمته " الجمعية الولائية شباب البيئة " و التي أثارت الكثير من تساؤلات الحضور عن المشاريع التي تمت على مستوى ولاية الجلفة رغم حداثة التنظيم الإداري الذي تم على مستوى المديرية مؤخرا ، منها إنشاء 14 مفرغة عمومية و 3 مراكز الردم التقني في كل من ولاية الجلفة ، مسعد ، عين وسارة ، كما تأسف المتدخل أن المخططات التي تقوم بها بعض مكاتب الدراسات كان ينقصها الكثير من الخبرة مؤكدا أن أي مخطط لتسيير النفايات يحتاج على الأقل إلى 8 أشهر فيما أن بعض المكاتب قامت بانجازه في ظرف 16 يوم فقط !. و عن أهم المشاريع التي ستقوم بها المديرية فقد أكد السيد برمان أن هناك مشاريع توسيعية لخلق خنادق جديدة منها خندقي مسعد و الجلفة و بعض مراكز الردم التي ستكون جاهزة بعد شهرين تقريبا ، خاصة و أن ولاية الجلفة دون باقي ولايات الوطن قد تم تخصيص لها غلاف مالي قدره 45 مليار سنتيم في عهدة الوزير السابق للبيئة "شريف رحماني". و عن انشغالات الأسرة الإعلامية و مختلف الحضور الذي تواجد بالقاعة، فقد تم فتح الموضوع الذي طُرح و بشدة في الآونة الأخيرة حول المبيدات المنتهية الصلاحية و المتواجدة بالمزرعة النموذجية ببلدية تعظميت و التي طرحتها احدى الصحف الوطنية بقلم الزميل "خالد بشار وليد" في تحقيق مطول، فقد تحدث السيد برمان أن هاته المبيدات حسب مختصين كلما زاد تجاوز صلاحيتها كلما زاد تركيزها ! مما وضع الكثير من علامات التعجب حول هذه المعادلة الغريبة بين الحاضرين ، مؤكدا في نفس الوقت أن هناك لجنة خاصة تتابع الموضوع لحله ...... و بخصوص الجانب القانوني حول التسيير السليم للبيئة بولاية الجلفة الذي تم طرحه أيضا فقد أكد السيد برمان أن قانون الجمعيات 03/10 يتيح لأي جمعية تنشط في المجال البيئي رفع قضايا في حالة التجاوزات ، و هناك حوالي 20 قضية مختلفة تخص البيئة بولاية الجلفة مطروحة منذ 2012 .