أحيانا تتأسف على عدم تلبيتك الدعوة لحضور لقاء، خاصة أن يكون ذاك اللقاء بحجم البترونة المنعقد بولاية بسكرة والذي به تحدد الخطوط العريضة للسياسة الاقتصادية للدولة الجزائرية، فلجأت للثقات في جمع المعلومة بعيدا عن مصادر الإعلام ما نهي لمسامعي الكلام كله بلغة فولتار "الفرنسية" وفي معظمه كان عن تداعيات أزمة تدني أسعار النفط…؟ هكذا فإننا خلال السنتين انتقلنا من تصريحات التفاؤل والقوة والقدرة حتى وصلنا أخيرا إلى أعتاب التشاؤم، بعدما ظهرت إلى العلن بوادر انخفاض أسعار النفط نجم عنه زلزال حكومي، هذه الرجة من شأنها أن تطرح سؤالا كبيرا حول حجم المعلومات التي توفرت لدى الحكومة في إدارتها للأزمة. وهى التي بنت على أساسها التفاؤل حينا والحذر حينا آخر ثم الإحباط في طور ثالث. ذلك أن هذا التذبذب دال على أن الحكومة الجزائرية لم تكن لديها صورة كافية عن حقيقة السوق العالمية طوال السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل، وهي التي تعتمد على نمو اقتصادها على عائد واحد للأسف وهو ما يخالف أعراف التسيير المستند على التنوع في المصادر وفتح السوق وتشجيع المبادرة. ولا أعرف ما إذا كان ذلك القصور في المعلومات سيخضع للتحقيق والمساءلة أم لا من الهيئات السيادية، لكن الذي وصلني أن الأطراف المشاركة في لقاء البترونة تكون لديها البدائل، وما أشار إليه وزير المالية يدخل ضمن تلك البدائل حين أشار للثقة، لكن ما غاب عن معالي الوزير أن لهذه الكلمة إطار ولها محيط و لديها خلفية، ليست لدي إجابة على السؤال ما العمل، لأن الرد لدى أهل الاختصاص والخبرة، لكن الذي أتمناه أن يتم التعامل مع الوضع القائم بما يستحقه من جدية ومستوى عال من الكفاءة والحزم. إذ أخشى ألا يصبح من حقنا الآن أن نتوجه بالدعاء إلى الله أن يرد عنا البلاء.