لو كانت بن غبريط وزيرة تربية في الدانمرك لأودعت كل تلاميذها من الممتحنين لنيل شهادة البكالوريا الحبس المؤقت بتهمة الغش لأن دولة "متخلفة" كالدانمرك تسمح لتلاميذها بالاستعانة بالإنترنيت خلال الامتحان والبحث عن المعلومات بكل حرية في حين أن اجتياز البكالوريا عندنا أصبح أشبه بتأدية الخدمة الوطنية من كثرة الأجهزة الأمنية الساهرة على مراقبة الغش والغشاشين. لست خبيرا في علم البيداغوجيا لكن الاطلاع على أخبار قطاع التربية في دول تبهر العالم في التطور والرقي يدفعني إلى طرح السؤال عن مدى فعالية منظومة تربوية تركز بكل ما أوتيت من قوة على تطوير ملكة الحفظ لتصنع جيلا أصبح يحفظ كل شيء من مساحة الشيلي إلى حل المسائل الرياضية والفيزيائية والنتيجة هي أن الجامعة الجزائرية أصبحت مرتعا للببغاوات أقصى ما يمكن انتظاره منهم أن يعيد سرد ما لقن حتى وإن لم يفقه ما يكرر. السؤال يجب أن يطرح بالطريقة الصحيحة والداعون إلى محاربة الغش لم يفقهوا شيئا في المغزى من التعليم في زمن أضحت كل المعارف الموسوعاتية متوفرة على شبكة الإنترنيت ولم يعد هناك أي معنى لحفظها لمجرد حفظها دون امتلاك أي قدرة على توظيفها. بن غبريط إذا وبعد أن ملأت الدنيا صراخا بخصوص إصلاحاتها تكرس اليوم نفس عقلية من سبقوها من دون شجاعة ولا جرأة. ومهما كان النموذج الذي تستلهم منه حربها ضد الغش، لا يمكن أن يكون أفضل من النموذج الدنمركي.