يحتفل نهار اليوم فنانو الجزائر على اختلاف مجالاتهم بعيدهم الوطني، الذي يصادف الثامن جوان من كل سنة، يوجه فيه رئيس الجمهورية رسالة شكر وعرفان على المجهودات الجبارة التي يبذلها الفنان من أجل إيصال رسالته النبيلة إلى أفراد المجتمع لغرس فيهم قيم أو التنبيه من الوقوع في الآفات الاجتماعية، حيث يسهر على إبداع طريقة إيصال الفكرة التي تختلف من مجال لآخر، من جهة اخر يبذل الفنان في الجزائر قصارى جهده لمكافحة الفقر الذي يعيش فيه والتهميش واللامبالات من طرف الحكومة الجزائرية التي لم تعترف إلى حد الآن بقانون يحمي هذا الفنان ويحفظ له لقمة عيشه بعد العطاء. الفنان بسطيف العريقة التي تمجد الفن وأعطته طابعا آخر من الرقي والتطور من خلال دعم البرامج الفنية والثقافية واحتضان المهرجانات العربية والوطنية، لكن السؤال المطروح ما حصة الفنان السطايفي من هذا الزخم؟. سؤال يعرف إجابته كل الفنانين ويجهله أشباه الفنانين، هل أصاب الفن بسطيف العقم وأصبح لا ينتج، أم أن انتاجاته لا ترقى للمستوى أم أن التكوين منعدم؟، لا يمكننا الإجابة لكن يمكننا الاستشهاد بالتاريخ، لأن سطيف المضيافة تبجل الضيف على أهل الدار، فتكرم وتجيد للأشقاء العرب، ولمختلف الفنانين من كل أقطار الوطن الحبيب، ليبقى فنان سطيف بعبارة متداولة "أنت نتاعنا.. راك ولد الدار" فابن الدار يبقى دائما هو الأخير سواء في البرامج الثقافية أو الحفلات، وإن سعفه الحظ فلن يفرح بالبقشيش الذي يقدم له مقابل عمله لأنه ببساطة فهو ليس من "الجزائر العاصمة أو من وهران، أو من قسنطينة" معقل الفن بالجزائر لأن الفرصة لا تتاح للجميع، وليس للجميع نفس الثمن. يمكننا التأكيد بأن الثقافة بسطيف أخذت منحى متميز خلال السنوات الأخيرة وعرفت نشاطا كبيرا من خلال البرامج والمناسبات التي تحتضنها الولاية عبر كل بلدياتها، في المقابل يمكننا التأكيد على أن واقع الفنان السطايفي في تدهور مستمر لأنه ببساطة "ولد الدار" وخبز الدار ياكلو البراني" فرغم أن مختلف الفرق والجمعيات حصدت ولا زالت تحصد الجوائز الوطنية ولازالت تشرف الولاية بكل شرف واعتزاز إلا أن العودة إلى سطيف جد مخيف، لأن التكريم والتشجيع لفئة تفننة فقط في حشد الجماهير،.