عاود صباح أمس الأول الأربعاء سكان قرية ملول الواقعة ببلدية قلال 20 كلم جنوبي ولاية سطيف، غلق الطريق الوطني رقم 78 الرابط بين ولايتي باتنةوسطيف بالمتاريس والحجارة وإضرام النيران في العجلات المطاطية، مانعين بذلك تنقل المركبات التي شكلت طوابير لا متناهية من المركبات على طول الطريق الذي يعرف حركة مرورية كثيفة. وكان سكان ملول قد أقدموا على غلق الطريق منذ يومين، وتنقل حينها رئيس دائرة عين و لمان وأقنع المحتجين بضرورة انتهاج طريق الحوار والعدول على فكرة إحداث الشغب وطالب بتنقل ممثلين عن المحتجين إلى مقر الدائرة للتحاور و للتكفل بانشغالاتهم، غير أن أسلوب الحوار لم ينفع، حيث أكد المحتجون أنهم لم يحظوا باستقبال يليق من قبل رئيس الدائرة، وهو ما دفعهم للاحتجاج للمرة الثانية ورفع انشغالاتهم إلى أول مسؤول بالولاية، وجاءت هذه الانتفاضة على ظروف الحياة القاسية التي يكابدها سكان ملول يوميا والمتمثلة في أزمة العطش، انعدام المياه الصالحة للشرب، قنوات الصرف الصحي، والعزلة التي يعيشها سكان المنطقة، فضلا عن انعدام الغاز الطبيعي بهذه القرية التي يقطنها أزيد من 2000 ساكن، وحسب ما أكده المحتجون فإن الأبواب التي طرقوها لحل المشاكل التي تعانيها القرية التي تعد الثانية من حيث الكثافة السكانية بعد عاصمة البلدية قلال وجدت كلها موصدة مما دفعت بهم للخروج إلى إسماع الشارع، حيث أنهم يكابدون ظروف قاسية مع حلول فصل الشتاء في رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان في ظروف مناخية جد قاسية ، بالإضافة إلى غياب شبكة توزيع الماء الصالح للشرب، كما تشهد شبكة الطرقات خاصة محوري ملول أولاد جبل، وملول السوالم اللذان يعدان شريان الحياة الفلاحية بالمنطقة كون أن أحد هذين المحورين لم تتم صيانته منذ 1991 مما أثر سلبا على حركة السير وتكبد لذلك الفلاحون خسائر بالجملة نجمت عن عزوف الممولين دخول المنطقة في ظل غياب شبكة طرقات لائقة، وفي قطاع الصحة أكد المحتجون أنهم يعانون الكثير أمام غياب مركز علاجي اللهم إذا استثنينا قاعة علاج التي تعتبر هيكل للحقن لا أكثر، وانتقد السكان مسار التنمية في المنطقة كونها اهتمت بالترفيه بدل العلاج حيث تم انجاز دار الشباب التي تعتبر ضرورية لسكان المنطقة قبل قاعة علاج كبيرة تجنبهم معاناة التنقل وقطع مسافات طويلة تزيد على عشرات الكيلومترات نحو عين ولمان وعاصمة الولاية في الحالات المرضية العسيرة، كما طالب المحتجون التفاتة السلطات إلى قطاع السكنات الريفية وإعطاء القرية نصيبها موازاة بكثافتها السكانية إذ من مجموع 1620 طلب لم تستفد القرية سوى ب40 حصة في مدة سنتين. رئيس البلدية من جهته اكد أن الغاز الطبيعي سيصل إلى ملول خلال برنامج 2010 / 2014 كما أن المياه تم إدراجها في برنامج البلدية للتنمية وينتظر تجسيدها قريبا ووعد أن تصل المياه إلى السكان قبل نهاية 2010 علما أن البلدية صرفت مليار و800 مليون سنتيم خلال 2007 و2008 أما بخصوص السكن الريفي فإن مصالح البلدية راسلت الولاية لتخصيص أغلفة مالية في هذا الشأن. من جهته أكد رئيس دائرة عين ولمان الذي تنقل إلى مكان الاحتجاج رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي أنه استقبل 14 شخصا ممثلين عن المحتجين أحس استقبال وتم الاتفاق على أن يتم التكفل بانشغالاتهم، وتواصلت الحركة الاحتجاجية إلى غاية الساعة الثانية زوالا بعد تنقل عدد كبير من عناصر مكافحة الشغب حيث تم فتح الطريق دون تسجيل أي مشادات أو اعتقالات في صفوف المتظاهرين.