أقدم، صباح أمس، المئات من سكان قرية ملول ببلدية ڤلال بسطيف على غلق الطريق الوطني رقم 78 الرابط بين ولايتي باتنة وسطيف، باستعمال المتاريس والحجارة وإضرام النيران في العجلات المطاطية، ما تسبب في تشكل طوابير لا متناهية من المركبات تسببت في شل حركة المرور. وجاءت هذه الحركة الاحتجاجية تنديدا بظروف الحياة القاسية التي يكابدها سكان ملول يوميا، تأتي في مقدمتها أزمة العطش لانعدام المياه الصالحة للشرب، وانعدام قنوات الصرف الصحي، بالإضافة إلى ندرة الغاز الطبيعي، مما زاد من معاناة السكان مع قارورات غاز البوتان التي تعرف مضاربة خلال هذا الفصل بهذه القرية، التي يقطنها أزيد من 2000 ساكن. وحسب ما أكده المحتجون، فإن الأبواب التي طرقوها لحل المشاكل التي تعانيها القرية وتحسين ظروف المعيشة للقرية التي تعد ثاني أكبر تجمع سكاني بعد مركز البلدية، لم تجد آذانا صاغية، مما دفع بالسكان إلى الخروج إلى الشارع. كما يعاني سكان القرية من عزلة بسبب وضعية الطرق، خاصة محوري ملول أولاد جبل وملول السوالم، اللذان يعدان شريان الحياة الفلاحية بالمنطقة، كون أن أحد هذين المحورين لم تتم صيانته منذ 1991، مما أثر سلبا على حركة السير وتكبد الفلاحون خسائر بالجملة نجمت عن عزوف الممولين دخول المنطقة للتبادل التجاري. وفي قطاع الصحة، أكد المحتجون أنهم يعانون الكثير من نقص الخدمات الصحية لوجود قاعة علاج تقتصر على العلاجات الأولية كالحقن. وانتقد السكان طريقة التمنية في المنطقة وعدم الأخذ بالأولويات، وطالب المحتجون التفاتة السلطات إلى قطاع السكنات الريفية وإعطاء القرية نصيبها موازاة بكثافتها السكانية، إذ من مجموع 1620 طلب لم تستفد القرية سوى من 40 حصة في مدة سنتين. ومن جهة أخرى، تؤكد مصادر من البلدية أن الغاز الطبيعي سيصل إلى ملول خلال برنامج 2010 2014، كما أن المياه تم إدراجها في برنامج البلدية للتنمية وينتظر تجسيد المشروع وإيصالها قبل نهاية 2010، علما أن البلدية صرفت مليار و800 مليون سنتيم خلال 2007 و2008. أما بخصوص السكن الريفي، فإن مصالح البلدية راسلت الولاية للاستفادة من حصص أكثر. وقد تواصل غلق الطريق إلى زوال أمس، بعدما تنقل رئيس دائرة عين ولمان واقنع المحتجين بضرورة العدول عن فكرة غلق الطريق، على أن يتم التكفل بمطالب السكان الشرعية في القريب العاجل.