نظم أمسية البارحة حفل فني على شرف الفنانين بمنطقة سطيف بدار الثقافة هواري بومدية والذي أشرفت على تنظيمه مديرية الثقافة، والذي لقي إقبالا كبيرا من طرف الجمهور المنقطع النظير، حيث امتلئت القاعة عن آخرها في ظل الغياب الصارخ لفناني المنطقة الذين قاطعوا الحفل تعبيرا عن سخطهم لوضعيتهم المأساوية والكارثية على حد تعبير بعضهم، ممن تحدثنا إليهم، ولعل هذا الواقع انعكس على الحفل من خلال سوء التنظيم وغياب التحضير، حيث تغير البرنامج في آخر لحضة في الوقت الذي كان مبرمجا فيه العرض الأول للفيلم الوثلئقي "حسان بلكيرد" لأقلام فيزيون، في افتتاح الحفل، تم عرض مونولوج "لمفرطس" لتوفيق مزعاش في مدة ساعة وعشرون دقيقة الأمر الذي حتم على أغلبية الحضور مغادرة القاعة لتأخر الوقت، وقد وجد مزعاش نفسه يكمل المونولوج دون مكبر الصوت بسبب توقف عمل المكروفون في منتصف العمل، خلل تقني آخر جعل الحضور يتذمرون بسبب تلف الأسلاك الناقلة للصوت والصورة، الأمر الذي منع من عرض الفيلم الوثائقي، ليتم تغيير الأسلاك بعد 30 دقيقة، إلا أن إصرار الحضور على مشاهدة الفيلم جعل من طاقم أقلام يعمل جاهدا على تخطي العراقيل التقنية الخارجة عن نطاقهم، فتم عرض الفيلم في الأخير والذي لقي تجاوبا كبير وتأثير عميق على نفوس المتتبعين، فكانت القاعة على موعد غير مسبوق مع ذرف الدموع، خاصة بعد تحقيق آخر وصايا الشهيد حسان بلكيرد التي طبقتها أرملته وهي الوقوف عند ضريح العلامة رفيق دربه الشيخ عبد الحميد بن باديس وإخباره بأن الجزائر أصبحت حرة مستقلة وهي الوصية الوحيدة التي لم تستطع تحقيقها منذ اختطاف السي حسان عام 1957 من طرف المستعر إلى غاية إنجاز هذا الفليم شهر مارس المنصرم. من جهة أخرى اغتنمت العديد من التعاونيات المسرحية التي تنشط بولاية سطيف هذه المناسبة، للمطالبة بمستحقاتها المالية التي لم تتحصل عليها منذ 16 شهرا،حيث قدمت عروضا مسرحية بعدة بلديات نائية بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب لسنة 2008، متحملة بذلك كل المصاريف ولحد الآن لم يتقاضوا حقوقهم ، و قد تساءل هؤلاء عن كيفية مواصلة عملهم و تقديم عروضهم في ظل هذا التقصير و التهميش .