شهدت دار الثقافة هواري بومدين بمدينة سطيف، بحر الأسبوع الفارط، ما يشبه فضيحة صنعت بطولتها جمعية الإرشاد والإصلاح، التي نظمت حفلا في الإنشاد الديني، كان من المنتظر أن تنشطه فرقة ''الوعد'' اللبنانية، المشهورة على الصعيد العالمي. تفاصيل ما حدث، كانت عندما أعلنت جمعية الإرشاد والإصلاح - جناح شقلال - عن تنظيم حفل بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، تنشطه فرقة ''الوعد'' اللبنانية الرائدة في مجال الإنشاد الديني، لتلقى تلك الدعوة التي كانت عامة إقبالا جماهيريا، حيث غصت قاعة دار الثقافة هواري بومدين بالمدعوين من رسميين ومنتخبين، بالإضافة إلى عدد كبير من المواطنين. غير أنه بحلول موعد انطلاق الحفل، جرى ما لم يكن في الحسبان، حيث تم الإعلان في آخر لحظة عن إلغاء الحفل، لأسباب لم يتم الإعلان عنها. ''النهار'' تمكنت من كشف تفاصيل وأسرار ما جرى، الثلاثاء الماضي، بعد رحلة استقصاء للحقائق وتحقيق في الموضوع، حيث تبين أن عناصر فرقة الوعد للإنشاد كانوا ينشطون حفلا مماثلا في ولاية المسيلة، فيما كان الجمهور السطايفي ينتظرهم بقاعة الحفلات بدار الثقافة. وقد كشفت مصادر موثوقة أن سبب ''الخلط'' الذي جرى، تمثل في إقدام جماعة التيار الآخر في جمعية الإرشاد والإصلاح الموالي لرئيس الجمعية الجديد القديم - جناح بلخضر - على تنظيم حفل مماثل من تنشيط نفس الفرقة، لكن مع تحديد مدينة المسيلة مكانا لتنظيمه، وهو ما حدث بالفعل.. حيث نشطت الفرقة اللبنانية المشهورة الحفل في المسيلة، فيما كان الجمهور السطايفي يتلهف لسماع أناشيدها في قاعة دار الثقافة هواري بومدين.وقد خلفت تلك الحادثة إحراجا كبيرا لمنظمي الحفل في سطيف، حيث لم يجد المشرفون على تلك المبادرة سبيلا لحفظ ماء الوجه والاعتذار عما حصل، خصوصا وأن كل الأجوبة أو التبريرات لم تكن لتقنع جمهور المواطنين، وبالأخص العائلات التي تنقلت بكثافة لموقع الحفل، ب''البهدلة'' التي حصلت، والتي كان سببها الرئيسي حالة التشرذم والانقسام الحاصلة في بيت جمعية الإرشاد والإصلاح.