مع دخول شهر رمضان تطرأ على مريض السكري بعض التغيرات مثل تغير عدد الوجبات، والامتناع عن الطعام فترة طويلة، ويتغير عليه النشاط اليومي الذي كان يمارسه قبل رمضان، فعلى المريض بالسكر أن يراعي هذه التغيرات التي ستطرأ عليه بحلول هذا الشهر الكريم. وهناك بعض النصائح البسيطة التي قد تعين المريض على صيام الشهر الكريم، دون أية متاعب صحية. فإذا كان يعتمد على التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني فقط في التحكم بمستوي سكرك في الدم.، فإن الصوم لا يشكل أي خطورة عليه كمريض سكر، بل إنه قد يعود عليه في الواقع بالنفع بشرط أن تراعي مجموعة من القواعد الصحية التي يقدمها الدكتور إبراهيم الأبراشي، مدير "المعهد القومي للسكر" بمصر، وذلك خلال الندوة الطبية التي أقيمت بالقاهرة، وشهدت حضورا قويا من جانب أبرز أساتذة وخبراء مرض السكر في مصر. ويؤكد الأبراشي، أن المريض الذي يعالج بالحقن بالإنسولين، وسكره منضبط يستطيع أيضا الصيام, ومريض السكر من النوع الثاني الذي يعالج بالحقن الأنسولين سكره منضبط، يستطيع أيضا الصيام بعد العودة إلى طبيبه المعالج لمعرفة تأثير الصيام على مستوي السكر بالدم, و"لا ينصح الصيام لمرضي السكر الذين يعانون مضاعفات مرض السكر من قصور وظائف الكلي أو قصور في الدورة الدموية القلبية أو الشرايين الطرفية أو المخية", ومن يعود إلى طبيبه لمعرفة مديدى استقرار حالته أو تأثير الصيام على هذه المضاعفات. أما بالنسبة لمريض السكر النوع الثاني، الذي سوف يصوم رجاء مراعاته عند الإفطار أن يتناول كمية من السوائل أولا وتكون نسبة السكر بها قليلة قبل صلاة المغرب، ثم يقوم للصلاة ويعود بعدها لإتمام إفطاره، ويراعي تناول علاجه قبل الإفطار للمحافظة على عدم تذبذب مستوي السكر بالدم, وعدم زيادة لزوجة الدم، مما يؤثر على الدورة الدموية مع مراعاة تأخير السحور إلى ما قبل الفجر. كما أكد الدكتور خليفة عبد الله، رئيس قسم السكر بكلية الطب جامعة الإسكندرية، على أهمية الالتزام بنظام غذائي جيد لمريض السكر، فإذا استطاع المريض مع المثابرة وقوة العزيمة أن ينظم غذاءه، ويتحكم في وزنه ويصر على ممارسة الرياضة فإن وضعه بالتأكيد سيتحسن. وأوضح أنه يجب أن نعلم جيدا أن هناك ما هو أسوأ من المرض نفسه، عند مريض السكر، فلا يجب أن يتعرض مريض السكر إلى الارتفاع في نسبة الكوليسترول أو ضغط الدم ويجب أن يمتنع تماما عن التدخين. وشدد على ضرورة تجنب المرضى للوصفات العلاجية من غير الأطباء، والمنتجات العلاجية غير معلومة المصدر، خاصة تلك التي يروج لها غير المختصين عبر وسائل الإعلام المختلفة، وقال أنه للأسف لا يوجد حتى الآن علاج جذري لمرض السكر، ولذلك يجب أن نحاول أن نقي أنفسنا وإن أصبنا بالمرض فيجب أن يمد الطبيب مع مريضه خطا متواصلا يعلمه ويثقفه حول كيفية التعامل مع هذا المرض ويوثق العلاقة بينهما حتى لا يلجأ المريض في يوم من الأيام إلى منتجات غير معلومة المصدر وإلى نصائح غير علمية قد تؤدى إلى كارثة. وفي نفس السياق، حذر الدكتور شريف حافظ، أستاذ الباطنة والسكر، بكلية الطب جامعة القاهرة، رئيس الجمعية المصرية لمرض السكري، مريض السكر من الاعتماد على خبرات وتجارب المرضى القريبين منه، وهو ما قد ينتج عنه آثار قد تكون شديدة الضرر بحالته، إذ أن لكل مريض بالسكري علاجا مختلفا عن الآخر يحدد حسب حالته الصحية وتاريخه المرضي ومدي استجابته للعلاج