أكد الاستاذ عيسى بوديبة رئيس مصلحة داء السكري بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة أن 60 بالمائة من المصابين بداء السكري يعرضون حياتهم للخطر من خلال صوم شهر رمضان المبارك. وأوضح الاستاذ بوديبة خلال يوم تحسيسي حول الاصابة بداء السكري وصوم شهر رمضان احتضته جريدة المجاهد أنه "رغم المجهودات المبذولة والنصائح التي يقدمها المختصون للمصابين بداء السكري الا ان نسبة كبيرة من بينهم لازالت لاتحترم هذه النصائح ويتعمدون الصيام". ويرى نفس المختص أن الاطباء هم أدرى بصحة المريض أكثر من غيرهم من الناس وحتى من المريض نفسه حيث يحاولون (الاطباء) بشتى الطرق نصحه بالتخلى عن الصيام خلال الشهر الكريم ولكن الاغلبية من المرضى لاتستجيب لهذه النصائح مما يؤدي إلى تعقيد حالتهم الصحية وبلوغها الغيبوبة إلى غاية الموت. وقال الاستاذ بن ديبة في نفس الاطار "يجب على المريض أن لا يحس بالذنب اذا لم يصم الشهر العظيم لان صحته لاتسمح بذلك". وأشار الاستاذ محمد بردوان وزير شؤون دينية سابق إلى رأي الدين وكطبيب ممارس حول صيام المصابين بالامراض المزمنة مؤكدا بأن" قيام المصاب بداء السكري بهذه العبادة يخضع إلى عادات ثقافية واجتماعية أكثر منها دينية ". وقال في نفس الاطار أن الامام ينصح المرضى باحترام نصائح الطبيب لانه أدرى بصحته. ووصف نفس المختص صيم المرضى والاشخاص المسنين ب"التعنت والخضوع إلى المحيط والثقافة الاجتماعية أكثر منها احتراما للدين الحنيف الذي يوصي بعدم تعرض الانسان إلى التهلكة". ويرى الاستاذ بردوان تسجيل نقصا كبيرا في التوعية والمحيط غير مؤهل لمساعدة المريض مشيرا إلى تضارب وتباين الاراء داخل الاسرة الواحدة فيما يتعلق بالمسائل الفقهية . أدلى المصابون بداء السكري بشهاداتهم وتعرضهم إلى المضايقات من طرف المحيط عند اتباعهم نصائح الطبيب وعدم صيام شهر رمضان. أما السلك شبه الطبي فقد أشار إلى الدور الذي يقوم به بجانب الاطباء لمساعدة المصابين وتوعيتهم حول الامتناع عن الصيام والتوقف عنه في حالة انخفاض نسبة السكر بالدم والتزويد بالادوية اللازمة خلال هذا الشهر المعظم وكذا شرب المياه باستمرار حتى لاتتعرض أجساهم إلى الجفاف واعتماد نظام غذائي متوازن. وأكد من جهته رئيس فيدرالية جمعيات المصابين بداء السكري نورالدين بوستة أن العديد من المصابين غادروا الحياة نتيجة تعمدهم الصوم وعدم استجابتهم إلى نصائح الاطباء. ونصح المختصون المصابين بداء السكري بزيارة الطبيب قبل شهر رمضان من أجل تلقي النصائح والتزويد بالادوية اللازمة حتى لايعرضون صحتهم للخطر.